محاضرة الغناء في الإسلام

محاضرة : الغناء في الاسلام

تقديم : العارف بالله د. هانيبال يوسف حرب حفظه الله تعالى ورعاه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم    ملك يوم الدين    إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً

إنك تجعل الحزن إذا شئت سهلاً سهلاً

لاتكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك

رحمتك نرجو إن ربك هو الفتاح العليم

سبحان ربي العلي الأعلى الوهاب وبعد :

– معالم التجديد العلمي الفني :

كان ومازال الفن يعتبر من مفرزات الانسان الحضاري وما تزال العلوم الفنية مسترسلة في جسد التاريخ تتحول كل مرة في صورها المذهلة التي لها خصوصيتها وما يزال التجلي الإلهي ولن ينقطع في مد الصور الفنية بمؤثرية خاصة دائمة الظهور على كل أشكال الفن في العالم .

المؤمنون بالله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها يعلمون أن الله هو القادر الوحيد وأن لا قوة ولا حول الا له، فإذا عرفوا أن مقطوعة موسيقية ما أو تفريدة مديح غنائية انتشرت بين البشر وأثرت فيهم جزموا أن الحق جل وعلا صاحب القوة المطلقة والمتفردة هو الذي شاء لذلك اللون الفني أن يتوهج بذلك السطوع القدروي سواء كان هذا التوهج القدروي حجة للبشر أو عليهم .

وقد علم كل مسلم أن للحق إرادة في كل شيء ونظام ديني و تشريع وكذلك علموا أن للفن نصيبه في ذاك النظام ، فالفنون والعلوم الفنية كباقي هبات الحياة منها ما حكم عليه الحق بالتحريم ومنها ما حكم عليه الحق بالتحليل ومنها ما حكم عليه الحق بالكراهة ومنها ما حكم عليه الحق بالندب ، وأن الأصل بالعلوم الفنية و الفنون كلها إنما هو الإباحة ، وبما أن لكل قاعدة استثناء فقاعدة الإباحة هنا لها استثنائها أيضا فقد استثنى الحق من قاعدة الإباحة الفنية أحكاما خاصة أخرجها عن عموم الإباحة وهو ما أعلمنا به بالشرع مما حرمه و مما أجرى عليه أحكام الشرع الباقية .

– حقيقة تاريخية في علوم الفن :

أعلم يا وليي في الله تعالى أن هناك حقيقة تاريخية في علوم الفن حقيقة لم ينكرها الإسلام بل رسخ وجودها في وعي الفكر الإسلامي ، وهي أن أصل الأشياء الإباحة وتأتي على هذه الإباحة استثناءات خاصة تصف هذا الاستثناء بالحلية تارة وبالحرمة تارة وبالكراهة تارة وبالندب تارة مع بقاء باقي صور الفن التي لم تدخل في الاستثناء على أصلها أي أنها تبقى في الأصل مباحة .

أما وقد اختلط الأمر على شباب هذا الزمن وضاعت بعض أحكام الاستثناء واختلطت بعض أحكام الاستثناء فيما بينها أيضا مما شوش الصورة وبدأ بتغييب حقيقة العلوم الفنية ونظرا لحاجة الجيل الى نماذج فنية في شتى الفنون وعلومها تكون عنوانا للفن النقي المطهر عن الشوائب البعيد عن الدنس الذي حدده الشرع كان لابد لي أن استنفر علومي ومواهبي لإرساء نهضة فنية حقيقية تجدد النماذج وترسي علوم الفن الحق التي يرضاها الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) والتي تحفظ لكل تنوعات المجتمعات المسلمة تراثها الفني الديني الإسلامي فتحصن هذا التراث الفني من أن تطاله براثن الشيطان أو تلاعبات غزاة الفكر و الثقافة و التراث وتصون العلوم والفنون الإسلامية من أي تلوث ثقافي غريب يعبث في أصول نقاء تلك الفنون .

قوله  : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ {6} لقمان .

هذه الآية الوحيدة  التي قال في بعض شروحها الإمام ابن عباس ان المقصود بلهو الحديث فيها هنا هو الغناء .. وهذا صحيح  في الغناء الذي يقصد به  المجون والفحش والإضلال .. ولا تعني الآية الغناء الحلال لأن الغناء الحلال  كان ثابتا في حلِّية حكمه في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة رضي الله عنهم .. وادلة ذلك كثيرة .

—————————————————————————————

سؤال : من فضلك سماحة الدكتور ما معنى الندب ؟

الجواب :

المندوب في اللغة العربية : الدعاء إلى فعل .

والمندوب في الشرع عند الفقهاء : ما طلب الشارع فعله طلباً على سبيل الحثّ لا على سبيل الحتم والوجوب أو باختصار نقول : ” مايحمد فاعله ولا يعاقب تاركه ” وهذا من ناحية الحكم ماكان الطلب فيه على الإستحباب وهو مايثاب فاعله ولايعاقب تاركه .

سؤال : وهل هنا شيخي سيدنا ابن عباس أفتى ، أم هي تفسير الآية الكريمة بما هو معنى الغناء ؟

الجواب :

هو تفسير .. وهناك من اعتمده كفتوى وهذان صحيحان في كل غناء يضل الناس ويضيع وقتهم .

ومن الناس من عمموا هذا حتى يشمل كل غناء وهذا باطل .

فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم  والصحابة رضي الله عنهم استمعوا للغناء الحلال  ومارسه الصحابة .. بحضور النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

والأمر المهم  هنا في الآية  أنها فيما هو ضلال .. ولاتعني مديح الرسول وحب الله تعالى والغناء المفيد .

—————————————————————————————

–  لماذا اليوم ؟

اعلم يا وليي في الله تعالى أني ومنذ ثلاثين عاماً وأنا أعمل على بناء قواعد وأسس ومبادئ ومنطلقات لهذه النهضة لعلوم الفن وقد شاركني هذا الانبعاث العشرات بل المئات من فناني العالم العربي المؤمنين بأن ثمة وجه نظيف بالفن يجب أن يبقى في الحفظ والصون بلا أي خدوش وانضم إلينا كل من آمن ان الله سبحانه وتعالى خلق الفن وأرسى علومه ليمارس في الحلال بعيداً عن دنس الحرام، وانضم إلينا أيضاً كل العقول النقية التي فهمت النصوص الشرعية الناظمة للفن وعلومه التي ثبتت عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) محمد وآل بيته الأطهار والسلف الصالح رضي الله تعالى عنهم كما وقف الكثيرون معنا عند حدود الحقيقة فحرمنا ما حرم الله تعالى من الفنون وعلومها ومارسنا الحلال في الفنون والعلوم التي أحلها الله لنا فعشنا خلال ثلاثين عاما” ماضيا” توازن الوعي الإسلامي في نظره الى الفنون وعلومها فلم نقع في فخ التحريم الكلي المطلق الذي أرسى دعائمه الشيطان ليجعل لونا” من قدرة الحق إنما هو حرام وشر محض ليسيء إلى الألوهية في تصريف قدرتها ، ولله الحمد لم تنطلي علينا تلك اللعبة الشيطانية كما انطلت على كثير من التيارات التي عميت عن كل الممارسات الفنية في الإسلام وتاريخ السلف الصالح .

كما أننا لم نقع في فخ الشيطان الذي ظهر وكأنه يعادي الأول فأخذ بإباحة كل فن فأخرجه عن نواظمه الشرعية وضوابطه الفقهية ليسيء إلى لون من ألوان القدرة الإلهية فيظهرها على أنها لون شرير محض لا يثمر إلا التفلت والفساد .

نعم نحن اهل الحق الوسطيون الذين تيقنوا أن الله قدوس وأن المواهب الفنية بكل ألوان قدراتها انما هي عطية إلهية لصلاح الإنسان وكماله فرغم طلاقة القدرة ولانهائية المواهب المنبثقة عنها إلا أنها ليست بلا نظمٍ قدروي يبرز ملامحَ تلك القدرة بكاملِ صفائها وقدسيتها .

وها أنا اليوم بعد ثلاثينَ عاماً أيقنت أن البشرية أصبحت مستعدة لسماعنا اليوم ، وقد اكتملت دراساتنا ورؤيتنا العلمية الممنهجة ونجحت تجاربنا الفنية التي قمنا بها خلال ثلاثين عاماً على مستوى العلم والفن وبمختلف البيئات والمجتمعات الإنسانية .

فيا أوليائي في الله تعالى بعد كل التحضيرات التي قمتم بها فقد آن أوان إطلاقها لأعلن عام 2020 عام الفنون الإسلامية وعلومها النقية ضمن ضوابط القرآن الكريم والسنة الشريفة .

وعليه فإني أدعو كل فناني العالم أن يشاركونا بمشاريعهم الفكرية والثقافية ويقدموا نماذج جمالية كمالية في إظهار الفنون الإسلامية وعلومها وإني في هذه المناسبة الشريفة أعلن بالنيابة عني وعن كل الفنانين وعلماء الدين والمثقفين من العرب والمسلمين إطلاق مدرسة السماع الوجداني التي ستقدم كماليات عشقية في الفنون وبضوابط شرعية إسلامية لا تتعارض مع ثوابت الشرع الحنيف، بل أرجو تقبلها على أنها الانموذج الحقيقي للفن الإسلامي المعاصر الحلال المهذب البعيد عن دنس الحرام والشبهات .

وليعلم الجميع أننا بهذه المدرسة المستقلة النقية الكمالية لا نهدف إلى التعدي على المدارس الفنية الأخرى لشعوب الأرض فإسلامنا حضرة سلام ونحن أهل السلام والاعتدال وكل ما نرجوه من إطلاق هذه المدرسة أن تكون انموذجاً بديلاً لكل شاب وشابة يبحثون عن الفن الحلال ويرغبون في عيش الحقيقة بنقائها وبضوابط يرضاها ربها .

ملامح تعريفية عن مدرسة السماع الوجداني ” في فني الموسيقى والغناء الإسلامي “

مقدمة :

اعلم يا وليي في الله تعالى أن بعد ثلاثين عاماً من دراسة الفن والشرع الإسلامي وإقامة التجارب الفعلية على أرض الواقع وبعد نجاح تلك الدراسات فقد خلُصنا انا وبعض الباحثين في دوحتي المجددية والكمالية الى ضرورة وضع أسس وأركان لهذه المدرسة وإليكم ما خلصنا إليه :

1- اسم المدرسة مدرسة السماع الوجداني .

2- لا توصف كل المنتجات والمفرزات الفنية لهذه المدرسة بكلمة غناء بل يطلق على النصوص الموسيقية والنصوص الكلامية الملحنة اسم كماليات وجدانية وذلك حفظاً لأعمال المدرسة من الاختلاط والانصهار والذوبان مع تيارات الغناء السارية في العالم ، وكذلك لأن تلك الكماليات الوجدانية بنصوصها الموسيقية ونصوصها الكلامية وسمات ظهورها الفني انما تحمل تجليات إبداعية لا تعبر عنها تلك المصطلحات الموجودة اليوم في سوق الفن مثل ( كلمة أغنية – موشح – دور – قد – طقطوقة – نشيد – موال – ابتهال …. الخ ) .

3- كل الألحان الموسيقية في مدرسة السماع الوجداني والتي تلحن منها تلك الكماليات التطريبية انما تكون بآلات غير محرمة شرعاً وتتعامل مع مقامات موسيقية لم يحرمها الشرع .

4- من حيث الكلمة لا تقدم تلك الكماليات في مدرسة السماع الوجداني إلا باللغة العربية الفصحى ولا مانع أن تكون مغرقة في فصاحتها أو الفصحى البسيطة والفصحى الدارجة .

5- من حيث المواضيع مواضيع مدرسة السماع الوجداني مواضيع خصبة وكثيرة بحيث يمكن لمن يريد أن يقدم تلك الكماليات أن يطرح أي موضوع من المواضيع الأدبية شاء مادام منضبطاً بالضابط الذهبي للمدرسة وهذا الضابط الذهبي الذي نعنيه هو :

( السماع الوجداني بكل نصوصه الكمالية الموسيقية والكلامية هو السماع الذي لا يتعارض مع الأحكام الخمسة للشريعة الإسلامية ) .

وبهذا الضابط الذهبي لا تعتبر المفرزات الفنية للبشر التي تقوم على آلات موسيقية ثبُتَ تحريمها شرعاً أو كلام محرم كالشتائم والألفاظ الشِركية والنصوص الكفرية … الخ ، كماليات من مدرسة السماع الوجداني .

وبهذا الضابط الذهبي أيضاً لا تعتبر كماليات سماع وجداني كل النصوص الكلامية التي تعتمد على إثارة المشاعر الجنسية وتوجيهها والتلاعب فيها بما في ذلك الأداء الخلاعي أو الحركات الغانجة التي يمكن أن يتقصدها الفنانون .

وبهذا الضابط الذهبي أيضاً لا يعتبر كل ما يمت بصلة الى هندسة المجون الفني وطقوس العهر المتسترة بالفن كمالية من كماليات مدرسة السماع الوجداني .

وبهذا الضابط الذهبي أيضاً نجد مساحة كبيرة لخصوبة المواضيع المتناولة في الكماليات فما يتناول في مواضيعه حب الأنبياء والرسل يسمى كماليات عشقية نبوية.

كل ما يتناول مواضيع الصحابة رضي الله عنهم وشخصيات إسلامية كبيرة في تاريخ الإسلام القديم والمعاصر كالخلفاء ورجال الدين والعلماء ورثة الأنبياء وسير الصالحين والأولياء وما شابه نطلق عليه اسم كمالية فنية تاريخية .

وكل ما يتناول المشاعر الإنسانية وأحاسيس الحب والأحوال الروحية ( مثل مشاعر الحب الحلال والرضى والحماسيات الوطنية وعواطف الأمومة والأبوة والأخوة والبنوة وما شابهها ) نطلق عليه اسم كمالية إنسانية .

وكل ما يتناول الطبيعة والقوانين الناظمة للوجود (مثل حب الأرض والوطن وحب الإنسان – الحرية – التوصيف المدني للمجتمع وقضاياه – حقوق الإنسان – الإشارة الى ابداعات وجودية كالشمس والقمر ) تسمى كماليات وجدانية .

وكل ما يتناول الحروف والآيات ( كتعظيم آية من آيات الله في الوجود ومديح القرآن والنصوص الشرعية ) يطلق عليها اسم كمالية دينية .

الآن ننتقل الى بعض الأدلة الشرعية ودراستها بشيء من العمق :

ونبدأ في  صحيح البخارى عن عائشة: أن أبا بكر دخل عليها والنبى عندها يوم فطر أو اضحى وعندها قينتان تغنيان بما تعازفت الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر : مزمار الشيطان مرتين فقال : دعها يا أبا بكر إن لكل قوم عيداُ وإن عيدنا هذا اليوم . هذه إحدى روايات هذه القصة فى البخارى ذكر أن اللتين كانتا تغنيان قينتان والقينة هى نوع خاص من الإماء احترفن الغناء ومن عجب أن يستدل الناس بقول أبى بكر مزمار الشيطان ولا يستدل برد الرسول صلى الله عليه وسلم عليه وسكوته عن غنائهما فى حضرته .

ففي الحديث هنا كلام واضح جدا في أن الغناء غير محرم في ذاته .

ولا اقصد ما خالطه وشابه من حرام بل الغناء في ذاته فقط غير محرم .. وهنا من جملة الأدلة الشرعية في بقية الأحاديث نجد أن الغناء يتناول الأحكام الشرعية الخمسة :

1- حلال : كما في نص الحديث الصحيح المذكور والكثير من الأحاديث الداعمة له وسنأتي على ذكرها .

2- حرام : اذا رافقه خمر وراقصات .. وجنس والإتجار بالشهوة .

3- مباح : اذا لم يكن هناك حاجة ماسة للحلال منه له .

4- مندوب : في الأعراس والأعياد والاستقبالات ( مثل استقبال المدينة المنورة للرسول عليه الصلاة والسلام والآل .. بطلع البدر علينا من ثنيات الوداع … ) .

5- المكروه : وهو كل غناء حلال .. ولكن صحبه قرائن تدل على وجود ما يمكن الجنوح به الى الحرام .

وارجوا منكم في اسئلتكم حول الموضوع أن تفرقوا هنا بين الغناء والموسيقى فإن افردت للموسيقى في الإسلام أمسية خاصة سنتكلم فيها هنا بالتفاصيل بينما هنا اليوم نتكلم بالغناء حصرا فارجو الإلتزام بذلك .

—————————————————————————————

سؤال : هل يجوز الغناء أثناء وقت الأذان ؟

الجواب :

لا بكل تأكيد للأذان حرمته  ووجوب استماعه .

ننتقل الآن الى أحكام فقه الحديث الشريف كما استنبطتها بواقعها الفقهي :

ثانياً : شخصيات الحدث هم : رسول الله صلى الله عليه وسلم والآل والصديق وعائشة أم المؤمنين … أطهر أهل الله قاطبة .

ثالثاً : انزعاج الصديق ، يوحي بأن الغناء هناك لم يزعجه لحرمة فهو يعلم أن الرسول صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين لاينظر ويطارح حرام .. بل إنزعج لظنه أن في وجود الرسول يكون الغناء قلة أدب .. فتحرك لذلك .. ومنع الرسول المعظم له وتثبط فعله من جهة يدل على مشروعية مايجري .

رابعاً : إمتناع الصديق عن إمضاء مانوى عليه وتوقفه عن الإغارة عليهما ومنعهما .. وهذا واضح وأدل في الإباحة للغناء .

خامساً : كلام الوحي الرسولي للصديق ليس فقط تثبيط عن همة البطش القائمة في الصديق لتوهم قلة الأدب بل هي تحرير للفكر القائم بالصديق من أن هذا الفعل هنا إنما هو خطأ .. فجاء الفكر الطاهر النبوي يصحح الوهم القائم بالصديق والتعميم بحرمة الغناء على اطلاقه ويبت الحق في المسألة .

سادساً : منع الوحي الرسولي الذي لاينطق عن الهوى للفعل الصديقي في هذه الحادثة إنما هو رسالة فكرية لكل من يتصادم في عقله موضوع الحق وموضوع الجاهلية .. فالصديق رصي الله عنه  إنما حكم على المغنيتان أنهما أخطأتا بتعصبه لفكرة الغناء المحرم المعروف عنده حيث كانت تغني المغنيات في الحانات بين دنان الخمر .. ونسي أن الموقع هنا مختلف .. ولم ينتبه أن الحال هنا مختلف .. وأن الوقت هنا مختلف .. وكذا الشخوص .. فكان الحق أسبق على لسان الوحي الرسولي في تصويب الفكرة والنظرة نحو الغناء .

سابعاً : المغنيتان غريبتان عن الصديق والرسول والبيت النبوي أصلاً .. ومع ذلك غنتا فليس القريب فقط هو الذي يغني لنا ولا ذو رحم بالضرورة .

ثامناً : الرخصة تكون في شيء محرم أصلاً .. هنا لا يوجد رخصة وحسب بل هنا تصويب لفكرة الصديق التي كانت قبل التصويب بغير مكانها وعلى غير حقيقتها .. فهنا فعل الوحي الرسولي ليس ترخيصاً للغناء وحسب بل هو تقرير له .. وذلك لأن حال الغناء من الجاريتين كان قائماً قبل دخول الصديق .. أي أن الصديق دخل على حال أصلاً هو حلال وما فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع الصديق كان تصويباً للصديق وليس تصويباً للمغنيتين .. فهذا في أصول الفقه ليس رخصة لهما فقط من وجه  بل نهي للصديق عن اعتباره حرام .. وتأكيد لمعنى الحلال في فعلهما وهنا فرق واضح .

تاسعاً : كون المرأتين إثنتين وليست واحدة إباحة للونين من ألوان الغناء وصوتين مختلفين وفتح للذوق الفني .. في تمايز الأصوات .. وهنا لسنا مع أداء فردي خاص نادر شخصي بل هو أكثر من فردي .

عاشراً : المستمعون كانوا جماعة ، أكثر من واحد وهذا إستماع جماعي .. اذا السماع الجماعي هنا حلال .

الحادي عشر : الحفلة خاصة وأسرية .. وهذا حجة على من يقول بعدم دخول الغناء على الأسرة .

سؤال : مولانا هناك من يحرم الغناء للمرأة تحت بند بأن الصوت عورة .. هل وضحت لنا هذا سماحتكم ؟

الجواب :

لايوجد  نص شرعي في الاسلام يقول ان صوت المرأة عورة .

لذلك تحريم من حرم ذلك انما هو مجرد ادعاء .

 سؤال : وهل يحل للمرأة الأذان شيخنا ؟

الجواب :

لا .. لاعتبارات كثيرة .. منها  :

أن الأذان ليس كالغناء بل هناك اوقات مضبوطة ، فلو أن مرأة أذنت  ثم جاء يوم فامتنعت من اجل انها في الحيض  لعلم كل من في الحي انها اليوم حائض ، وهذا ليس من الحياء في الإسلام .. وهنالك الكثير مثل هذا في الموضوع هنا .

سؤال : بعض أقاربنا يعملون حفل زفاف اولادهم مختلطة فهل حرام ان نشاركهم الفرحة ؟

الجواب :

الاختلاط المرافق للحرام من الكبائر والصغائر حرام .. والرقص للنساء والتبرج امام الرجال زنى .

اما الإجتماع بين الرجال والنساء بلا اختلاط فهو مباح .. مثل ان يجتمع طلاب الجامعة في مدرج  جامعي فتجلس النساء على اليمين  والرجال على اليسار ، او في احتفال وطني  خالي من الكبائر .

يعني يجب ان نميز بين الإختلاط الحرام والإجتماع الحلال .. فقد كان الصحابة يجتمعون بأزواج النبي صلى الله عليهم وسلم  بعد وفاته ويتعلمون منهم .

—————————————————————————————

نتابع  الأدلة  :

الثاني عشر : الغناء هنا حلال .. ودفاع الوحي الرسولي عنه يعطي مشروعية الدفاع عن الغناء الحلال .. أي يجوز أن ندافع عن الغناء الحلال شرعاً .

الثالث عشر : لما كان لا يتصور من بيت النبوة الغفلة عن الحق عرفنا أنهم في حال سماعهم كانوا في حضور بتجلي سمعي كلامي خاص .. وهنا تذوق للحضرات السمعية الغنائية  .

الرابع عشر : تثبيط الوحي الرسولي للصدّيق هنا عن زجر المغنيتين .. فيه مشروعية عدم قطع التجلي التذوقي عن أهل التذوق .

الخامس عشر : فيه مشروعية عدم قطع صدور التجلي التذوقي عن أهل التذوق عند صدوره من حضرة التغني والغناء  .

السادس عشر : إذا كان الغناء هنا حلال .. فهو لا يخصص في العيد فقط وذلك لأنه في العيد كان متعة في يوم عظيم هو يوم الجائزة .. فما بالك بغيره من الأيام ، إلا إذا إعتبرنا أن الغناء حالة عليا لاتليق إلا بأيام عليا في الشأن والحال .. وعلى ذلك تكون الإباحة والحلية أحق وأجدر أن لاتقيد بوقت ما وخصوصاً أن كل أيام العارفين مع الحق عيد  .

السابع عشر : المستمعون فيهم عائشة المرأة والصديق الرجل .. وفي ذلك أن المتعة الغنائية حلال لكلا الجنسين  .

الثامن عشر : ربما يعتبر أحدهم تعصباً .. عدم أدبية إستماع الإبنة الأنثى الغناء أمام أبيها وأن ذلك من قلة الأدب وهذا خطأ لايجوز القول به .. فعائشة والصديق شريكان هنا في حضور الغناء ولم يعتبر الشرع ذلك إخلالاً بهيبة الأب الصديق أو خدش لحياء الإبنة  .

التاسع عشر : نفس الغناء بهذا الحال لايعتبر خدش للحياء وقلة أدب مع النبوة والحضرة المصطفوية .. بل هو مما كان يسعد هذه الحضرة .. وعليه من يقول بغير هذا يكون قد تجاوز حكم شرعي وتمادى في تشريع مالم يكن  .

العشرون : القول بغير التشريع هنا يدل على إتهام الصديق الوحي الرسولي وأم المؤمنين بخرق قواعد الأدب ، وفي ذلك خطر عظيم على قائله وإفتراء على بيت النبوة  .

الحادي والعشرون : المغنيتان أغراب وليسوا اقارب مع البيت المحمدي والإستماع من المستمعين هنا واقع إذاً ليس صوت المرأة عورة  .

الثاني والعشرون : ليس صوت المرأة إذا غنت وجودت واطربت بعورة ولا حرام مادام موضوع الغناء حلال ولا يخالطه حرام  .

الثالث والعشرون : الحرمة إذا وجدت في الغناء لسبب ما ، فهي طارئة على الغناء وليست في ذات الفعل .. ففعل الغناء في حقيقته حلال بشهادة أم ونبي وصديق .. لمن لايعجبه  .

الرابع والعشرون : ليس الإستماع للغناء حرام بذاته إلا إذا خالطه حرام فيحرم لغيره لا لذاته  .

الخامس والعشرون : يجوز الإستماع لصوت يمارس فعل الغناء من غير المحارم .. ويدل على ذلك كونهما أجنبيتان  .

السادس والعشرون : جواز إستضافة المغني في بيتك  .

السابع والعشرون : جواز إقامة طقس غنائي في البيت .. فهو فعل بيت النبوة  .

الثامن والعشرون : بل يجوز أيضاً أن تستضيف مغنية في بيتك للغناء للأسرة ضمن ضوابط الحلال والأدب النبوي  .

التاسع والعشرون : جواز إستضافة مغنيتين .. محجبتين من غير تبرج  .

الثلاثون : كون المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستمع لهما فهذا يدل على جواز التمتع بغناء الغير  .

الواحد والثلاثين : بل بجواز التمتع لذكر بغناء مغنية انثى .. الحديث الشريف صحيح وواضح .. وهناك أيضاً حوادث أخرى غير هذه الحادثة  .

الثاني والثلاثين : بل بجواز التمتع لذكر بغناء مغنية انثى فمن باب اولى بالغناء الذكوري الحلال  .

ثلاثة وثلاثين : جواز التمتع لذكر بغناء مغنية تغني بضوابط الشرع الحلال ولا يعتبر هذا فجور أو دنس أو أي شكل من أشكال المجون .. لأن الحضرة المصطفوية منزهة عن ذلك وقد فعلته في بيت النبوة واسرياً  .

أربعة وثلاثين : التأكيد على أن نكون من أهل التذوق الفني  .

خمسة وثلاثين : التأكيد على أن عمل المغني الحلال .. حلال  .

ستة وثلاثين : التأكيد على أن عمل المغنية حلال مالم تخالط حرام  .

سبعة وثلاثين : التأكيد على إعطاء جانب الطرب والتغني في النفس حقه  .

ثمانية وثلاثين : التأكيد على رقي المشرب الذوقي والتحسس العالي للفن الغنائي في الحضرة المصطفوية  .

تسعة وثلاثين : التأكيد على ممارسة فن الغناء في الحياة العامة للمسلمين  .

أربعون : إعتبار الفن من حظوظ الذات المباحة  .  

إحدى وأربعين : منع المصطفى عليه الصلاة والسلام للصديق وقف حال الغناء في بيته .. إجازة للفن الغنائي الحلال الراقي في الإسلام  .

إثنان وأربعين : جواز التمتع بالغناء بين يدي العيد الذي هو يوم خاص من أيام الأمة  .

ثلاثة وأربعين : علو المجلس الأسري ورقيه حيث جعل للفن الغنائي مكاناً خاصاً ووقتاً شريفاً لمعاينته  .

أربعة وأربعين : جواز منع من يمنع مغنية حلال عن أداء غنائها الحلال .. وذلك لأنه منع الصديق من ذلك  .

خمسة وأربعين : إنصياع الصديق للتنبه الرسولي .. فيه تقدير للفن الغنائي .. وذلك بعدم استرساله في شعوره الواهم في القضية  .

سته واربعين : اقرار المحمدي بفعله لثقافة الفن   .

سبعة واربعين : اقرار الحضرة المحمدية بناءا على هذا الحديث الصحيح بثقافة الغناء الحلال   .

ثمانية واربعين : في الحديث اشارة الى أن هناك من سيتوهم ان الغناء الحلال لا يجوز .. واننا يجب ان نعلمه الفرق بين الحلال والحرام في الغناء كما ظهر ذلك في فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الصديق عليه الرضى .

تسعة واربعين : وجوب انصياع المتوهم الذي لايعرف الحكم الشرعي الى من يعرف الحكم الشرعي في الغناء كما فعل الصديق عليه السلام والرضى  .

خمسون : الأعياد لهاطقوس .. منها المتعة الصوتية .. ( الغناء ) .

واحد وخمسين : طقوس الأعياد الاسلامية لا تـُغفل الفن الحلال  .

اثنين وخمسين : من طقوس العيد عند المسلمين الفرح والتعبير  .

ثلاثة وخمسين : من طقوس الفرح والتعبير في الاسلام .. الغناء الحلال في الأعياد  .

اربعة وخمسين : ليس الغناء الحلال في الاسلام قضية ذكورية او انوثية بل هو تعبير عام يشمل كلا الجنسين  .

خمسة وخمسين : ليس الغناء في الإسلام قضية شباب مراهقين او كبار وكهول بل هو تعبير فني عام يشمل كل الأعمار  .

سته وخمسين : ليس الغناء في الإسلام مسألة متروكه غير مبتوت فيها  .

سبعه وخمسين : الغناء الحلال في الاسلام و ظيفة ترفيهية  .

ثمانية وخمسين : من فعله صلى الله عليه وآله وسلم نعلم ونتعلم أن للكبير في الأسره أن يراعي حاجة الصغير كما راعى حاجة أمنا عائشة للفن الحلال  .   

تسعة وخمسين : من فعله صلى الله عليه وآله وسلم نعلم ونتعلم أن للكبير في الأسره أن يراعي حاجة الصغير كما راعى حاجة أمنا عائشة للترفيه الغنائي الحلال  .

ستون : من فعله صلى الله عليه وآله وسلم نعلم ونتعلم أن للكبير في الأسره أن يراعي الاستجابة للشعور الفني كما راعى حاجة أمنا عائشة ومن ثم العمل على مساعدة الاسرة لتحقيق هذا النوع من الممارسات الحلال  .

الواحد والستين : من فعله صلى الله عليه وآله وسلم نعلم ونتعلم أن للكبير في الأسره أن يتنبه أن ضمن نطاق الأسرة هو المناخ الأفضل لممارسة الفن الحلال  .

الثاني والستين : من فعله صلى الله عليه وآله وسلم نعلم ونتعلم أن للكبير في الأسره أن يتنبه أن نطاق الأسرة هو المناخ الأفضل لممارسة الغناء الحلال والذي هو لون من الوان الفن والتعبير  .

الثالث والستين : أن الغناء الحلال في الاسلام حقيقة يرعاها الاسلام في اعلى قمة في السلطة الاسلامية وهو في بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم  .   

الرابع والستين : جواز أن تحضر اغنية حلال لتغنيها  .

الخامس والستون : عدم تجريم المغني بالحلال  .

السادس والستون : عدم تجريم المغني بالحلال يعني عدم تجريم كاتب الأغنية الحلال لأنه لااغنية بلا نص اصلا وبيت النبوة استمع الى نص الغناء من الجاريتين  .

السابع والستون : جواز استماع الذكر والانثى الى الأغنية فمن باب اولى الى الكلام المُغنى  .

الثامن والستون : جواز تحضير طقوس غنائية حلال للإبتهاج بالعيد  .

التاسع والستون : جواز استقبال والسماح للغناء الحلال .. وإن كان من انثى في بيت العائلة  .

السبعون : جواز عدم منع الوافدين على الاسرة من المشاركة من السماع  .

الواحد والسبعون : لم يعتبر الاسلام في حالة الغناء هنا احتمال وقوع الفتنة بين ابو بكر والجواري .. بل اكد على امكانية الفصل الشعوري عند المهذبين اخلاقياً بين الشهوة للجارية المغنية وبين التمتع بالغناء  .

الثانية والسبعون : الاسلام في مسألة الغناء فصل بين المتعة بغناء الجارية والمتعة بالجارية .. ولعله شرط الحلال في الغناء .. فهذا كان حال البيت النبوي وهو الفصل بين المتعتين  .

الثالثة والسبعون : اذا غنيت الغناء الحلال كنت متبعا ومقلدا للنص الشرعي مالم ترتكب الحرام  .

الرابع والسبعون : تجريم كل من ينتهر ويتمادى على مغني او مغنية بالحلال .

الخامس والسبعون : الحديث بذاته ونصه حجة على منكر الغناء وعلى من يقول بحرمة الغناء لذاته  .

السادس والسبعون : الغناء في الإسلام جانب فني له قواعد  .

السابع والسبعون : الغناء في الاسلام مادام أنه يمكن الدخول في طقوس اعياد الأسرة فيجب علينا العمل على تنظيمه ووضع القواعد العلمية للحفاظ على الحلال منه وعدم تمكن الحرام منه  .

الثامن والسبعون : جواز العناية بتثقيف الآخرين الذين لايعرفون الغناء الحلال ولايميزون بين حلاله وحرامه .. هذا مستفاد من التصحيح الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم لفكرة أبي بكر في نوع الغناء اولا ” وفي وقته ثانيا ” .. فتأمل  .

 التاسع والسبعون : بما ان النبي صلى الله عليه وآله و سلم كما الحديث ( فاضطجع على الفراش وحول وجهه ) اذا جاز لكبير الاسرة أن يسمح للبقية من الافراد الاستمتاع بالغناء الحلال . وان كان هو لايجد لهذا حالا  .

الثمانون : جواز العزف على الدف مع الغناء .. لقول الحديث ( تدففان ) .

الحادي والثمانون : جواز المزج بين الغناء والعزف .

الثاني والثمانون : جواز حضور رأس السلطة في الدولة المسلمة لوجبة غنائية حلال  .

الثالث والثمانون : جواز مشاركة افراد الدولة المسلمة لرأس السلطة حضور هذه الوجبة الغنائية الحلال .. كما شارك الصديق عليه الرضى  .

الرابع والثمانون : جواز قيام رأس السلطة في الدولة الاسلامية عقد مجلس للغناء الحلال  .

الخامس والثمانون : جواز ابداع كلمات غناء ذاتيه بهدف ادخال السرور على المسلم والاسرة المسلمة  .  

السادس والثمانين : جواز استعمال كلمات للغناء هي كلمات مستوردة من الغير .. كما الحديث ( بغناء بعاث  ) .

السابع والثمانين : جواز التشارك في الغناء الحلال .. في الاسلام  .

الثامن والثمانين : جواز تعليم فقه الغناء الحلال الحضاري الأسري الإسلامي .. لأنك هنا تدرس صورة من صور حياة بيت النبوة  .

 التاسع والثمانين : كونه يوم عيد .. هذا يعني مدى وعيي الحضرة المحمدية للحالة الغنائية الفنية وانها شعور خاص .فهي وجبة عيد وليست طقس مبتذل ( يعني مو على الطالعة و النازلة ) .

التسعون : جواز التحديث بمن يقوم بهذا الغناء الحلال .. ولا يكون بذلك مخطأ .. فقد حدثت ام المؤمنين وبالتفاصيل  .

الواحد والتسعون : جواز تعليمي لكم هذه الأحام المستنبطة من الحديث الشريف اتباعا للسيدة المطهرة  .

الثاني والتسعين : جواز الاستماع الى الغناء الحلال بالوضعية المريحة للشخص .. ( كان مضطجعا  ) .

الثالث والتسعين : لايعتبر الإضجاع اثناء غناء الحلال .. اهانة واستخفاف وعدم تقدير  .

الرابع والتسعين : العيد في الاسلام فسحة فنية .. وممارسة للشعور الحضاري العالي .. والتذوق الفني  .

الخامس والتسعين : أن من الغناء ماهو مزمار شيطاني .. وهو الغناء الحرام .. وليس منه ( اي ليس مزمارا شيطانيا ) مالم يخالطه حرام   .

السادس والتسعين : جوزا تقليد غناء مغنيين آخرين .

السابع والتسعين : جواز ترك الحرية الفنية للمغني باختيار كلمات الغناء الحلال  .

الثامن والتسعين : جواز الغناء الحلال بين يدي الحاكم للدولة المسلمة  .  

التاسع والتسعين : جواز حضور السيدة الأولى بين يدي الحاكم واهلها لحضور وجبة غناء حلال  .

المائة : جواز الاحتفال والسماع للغناء الحلال من قبل الحاكم وعائلته بيوم عيد ورعاية الحاكم لهذه الطقس الفني الاحتفالي  .

اجد أنه يكفي الى هنا في استنباطي للأحكام الشرعية في هذا الحديث الشريف .. ففيه كفاية للتائهين عن حقيقة الغناء في الاسلام .

 —————————————————————————————

سؤال : الأعراس في هذه الأيام فيها ما يشيب الرأس ولكن انا اذهب فقط في حفل زفاف ابن اخي أو بنت اخي ولكن لا أشارك في الرقص واجلس بعيدة عن مواقع الرجال فهل هذا حرام ؟

الجواب :

الابتعاد هذا عن مواقع الكبائر بحد ذاته حل جزئي .. ولكن اريد أن اقول لكم بوضوح  للأعراس احكامها الخاصة .. فالعرس له احكامه .

والغناء له احكامه .

نحن اليوم نتكلم عن الغناء وليس عن الأعراس  واحكامها .

سؤال : شيخنا الفاضل الجاريتان اللواتي كانتا يغنين هل هن نسوة ام طفلات غير مكلفات ؟

الجواب :

اولا : الحديث واضح انهما جاريتان .. وانهما تغنيان .. وان الاسرة المحمدية تستمع .. ومن قال بغير ذلك فقد حرف الحديث ..

هناك من لم يعجبه الأمر

فادعى ان الجاريتين هما طفلتين ..

وهذا يطعن بالنبوة في انها تستخدم الأطفال في الإمتاع .. والأعمال .. وهذا مما نفاه الإسلام  في نصوصه .. فالطفولة في الاسلام محترمة .. لذلك لم يقبل  أحد هذا التمادي على الحديث والقول فيه فيما ليس منه .. الغناء حاصل من كل كبير وصغير والأدلة كثيرة  ..

سؤال : شيخنا بارك الله بكم هل سمعنا عن صحابية غنت واستمع اليها احد من الرجال  في حال المباح الذي ذكرت ؟

الجواب :

سؤال : بارك الله بكم هل كلمة جارية تطبق على المرأة ام الطفلة ؟

الجواب :

خدعوكم لما حصروا كلمة جارية في الأطفال .. حتى يقولوا ان الاسلام يستغل الأطفال ..

ولغة : 

الجَاريَةُ : الأَمَة وإِنْ كانت عجوزاً .

لايوجد في اللغة ما يخصص الجارية  بالطفلة .. هذا كذب على الناس .. وتدليس .

الجواري إماء والإماء نساء انثى يا حبيبي .. هل تعي ماهي الأنثى .

الأنثى تشتهى كبيرة وصغيرة .

مداخلة من أحد الأعضاء يقول فيها :

ابن تيمية رحمه الله له قول مخالف لكلامكم اخي الكريم في هذا الامر :

اروقال ابن القيم : فلم ينكر رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على أبي بكر تسميته الغناء مزمار الشيطان ، وأقرهما  ؛ لأنهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب ، وكان اليوم يوم عيد ، فتوسع حزب الشيطان في ذلك إلى صوت امرأة جميلة أجنبية ، أو صبي أمرد صوته فتنة ، وصورته فتنة ، يغني بما يدعو إلى الزنا والفجور ، وشرب الخمور ، مع آلات اللهو التي حرمها رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في عدة أحاديث ، كما سيأتي مع التصفيق والرقص ، وتلك الهيئة المنكرة التي لا يستحلها أحد من أهل الأوثان ، فضلاً عن أهل العلم والإيمان ، ويحتجون بغناء جويريتين غير مكلفتين بنشيد الأعراب ونحوها ، في الشجاعة ونحوها ، وفي يوم عيد .

ثالثًا : أن المراد بالغناء هنا ما يسمى بالنشيد والحداء ، وليس غناء الغزل والتشبيب والدعوة للفاحشة ، قال القرطبي : ” وليستا بمغنيتين ” ؛ أي : ليستا ممن يعرف الغناء كما تعرفه المغنيات المعروفات بذلك ، وهذا منها تحرّز من الغناء المعتاد عند المشتهرين به ، الذي يُحرِّك النفوس ، ويبعثها على الهوى والغزل والمجون ؛ الذي يحرِّك الساكن ويبعث الكامن ، وهذا النوع إذا كان في شعرٍ يشبّب فيه بذكر النساء ، ووصف محاسنهن ، وذكر الخمور والمحرمات ؛ لا يختلف في تحريمه ؛ لأنه اللهو واللعب المذموم بالاتفاق ، فأما ما يسلم من تلك المحرمات ، فيجوز القليل منه في أوقات الفرح ؛ كالعرس والعيد ، وعند التنشيط  . أهـ .

رد وجواب العارف بالله د. هانيبال يوسف حرب حفظه الله ورعاه على المداخلة :

لا  ليس مخالفا  لقولي .. ابن تيمية خالف نصوص الحديث الشريف .. وهذا الحديث الذي ندرسه بالذات .. لذلك لا اخذ بقول احد ولوكان ابن تيمية يخالف نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

هذا مدسوس على ابن القيم والقرطبي .. لانهما لا يعارضان احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ..

الا تلاحظ التناقض في الكلام  وابن القيم عالم لايتناقض في كلامه ..

الأخ علاء :

هذا منشور فيه  حقائق عن الواقع التاريخي للصحابة  وماحصل :

فهل نحرم كل ذلك .. تفضل :

مدرسة السماع الوجداني 2

مباح : بكونه مستلذاً طبعاً تلذه النفوس ، وتستروح إليه ، وأن الطفل يسكن إلى الصوت الطيب ، والجمل يقاسى تعب السير ومشقة الحمولة ، فيهون عليه بالحداء ، وبأن الصوت الطيب نعمة من الله على صاحبه ، وزيادة في خلقه ، وبأن الله ذم الصوت الفظيع ، فقال : { .. إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ {19} لقمان ، وبأن الله وصف نعيم الجنة، فقال فيه : { .. فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ {15} الروم ، وأن ذلك هو السماع الطيب .

فكيف يكون حراماً وهو في الجنة ؟ وبأن الله تعالى ما أذن لشيء كإذنه – أي كاستماعه – لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن .

وبأن أبا موسى الأشعري استمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى صوته ، وأثنى عليه بحسن الصوت ، وقال : ( لقد أوتى هذا مزماراً من مزامير آل داود ) فقال له أبو موسى : ( لو علمت أنك استمعت لحبرته لك تحبيراً ) أي زينته لك وحسنته .

وبقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( زينوا القرآن بأصواتكم ) .

وبقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ليس منا من لم يتغنى بالقرآن ) والصحيح : أنه من التغنى بمعنى تحسين الصوت ، وبذلك فسره الإمام أحمد رحمه الله ، فقال : يحسنه بصوته ما استطاع .

وبأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أقر عائشة على غناء القينتين يوم العيد .

وقال لأبى بكر : (دعهما . فإن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا أهل الإسلام ) .

وبأنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أذن في الغرس في الغناء وسماه لهواً .

وقد سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الحداء ، وأذِنَ فيه ، وكان يسمع أنساً والصحابة ، وهم يرتجزون بين يديه في حفر الخندق .

ودخل مكة والمرتجز يرتجز بين يديه بشعر عبدالله بن رواحة ، وحدا به الحادى في متصرفه من خبير فدعا لقائله .

وسمع قصيدة كعب بن زهير ، وأجازه ببردة .

واستنشد الأسود بن سريع قصائد حَمِدَ بها ربه .

واستنشد من شعر أمية بن أبى الصلت مائة قافية .

وأنشده الأعشى شيئاً من شعره فسمعه .

وصَدَق لبيداً في قول : ألا كل شيء ما خلا الله باطل .

ودعا لحسان ( أن يؤيده الله بروح القدس ) مادام ينافح عنه وكان يعجبه شعره ، وقال له : ( اُهجُهُم ، وروح القدس معك ) .

وبأن ابن عمر- رضي الله عنهما – رخص فيه ، وعبدالله بن جعفر ، وأهل المدينة .

وبأن كذا وكذا ولياً لله حضروه وسمعوه ، فمن حرمه فقد قدح في هؤلاء السادة القدوة الأعلام .

وبأن الإجماع منعقد على إباحة أصوات الطيور المطربة الشجية ، فلذة سماع صوت الآدمى أولى بالإباحة ، أو مساوية .

وبأن السماع يحدو روح السامع وقلبه الى نحو محبوبه ، فإذا كان محبوبه حراماً كان السماع معيناً له على الحرام ، وإن كان مباحاً كان السماع في حقه مباحاً .

وإن كانت محبته رحمانية كان السماع في حقه قربة وطاعة ؛ لأنه يحرك المحبة الرحمانية ويقويها ويهيجها .

وبأن التذاذ الأذن بالصوت الطيب كالتذاذ العين بالمنظر الحسن ، والشم بالروائح الطيبة ، والفم بالطعوم الطيبة ، فإذا كان هذا حراماً كانت جميع هذه اللذات والإدراكات محرمة .

 —————————————————————————————

 

سؤال : إذا اباح النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوت النساء في الغناء لماذا لم نسمع صحابية اشتهرت بحسن صوتها غير تلك الجاريتان ؟

الجواب :

على كل حال اريد أن الفت عنايتكم لأمر .. نحن لسنا من اتباع مذهب ابن تيمية .

نحن مع مذاهب السنة والجماعة الأربعة .. الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي . فقط

سمعت ام لم تسمع  فهذا شأنك .. وعدم السماع لايقول ببطلان الحديث .. انت تتجاوز حديث رسول الله الى اعتبارات ثانية .. الصحابة غنوا والأدلة أمامك ..  والى يومنا هذا الغناء مستمر ..

على كل حال  أيها السادة نحن لسنا  تيميين  .

جيش من الحبشة .. رجال فقط .. ؟؟ ام فرقة كاملة رجال ونساء .

 انتبهوا لكلمة لم يبق مغني الا وحضر وهذا يشمل النساء  والرجال .. هذا هنا فيه  الحلال  للترحيب والمديح .

قول الشافعي يلغي قول ابن تيمية لان الشافعي كان قبلاً ..

 وهذا قول مالك وهو يلغي قول ابن تيمية  لأنه كان قبلاً .

يعني ابن تيمية كان عنده  عقدة ما على مايبدوا سببت له الخروج عن الأحاديث والفتاوى عند اهل السنة والجماعة  .. مما سبب بتشتيت الأجيال المعاصرة .. لما دعم بعض اعداء الدين اقوالاً  تنافي النصوص الشرعية .

اختم بهذا الحديث ..

وللمحاضرة بقية  اتابعها معكم في قادمات الأيام إن شاء الله تعالى .

ستكون هناك محاضرات في الفن قادمة إن شاء الله تعالى .. شكرا لكم جميعاً .. وشكرا لمواساتي في مرضي ودعائكم لي .

زر الذهاب إلى الأعلى