بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. نور السموات و الأراضين .. مَن سبَّحت بحمده المخلوقات .. و أذهلت بديع آياته الكائنات .. و خضعت لعظيم قدرته جميع الموجودات .. في كل ليل أو نهار .. والصلاة و السلام على رسولنا محمد الحبيب خير مَن بلَّغ و فصَّل عن آيات ربه وعلى آله و صحبه و أحبابه
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ .. } الإسراء12.. صدق الله العظيم .
الليل والنهار في علم التأويل :
أما عن معاني الليل و النهار في علم التأويل – كما هو قول العلماء و كما درسناه على يد فضيلة العلامة الشيخ الدمشقي د.هانيبال يوسف حرب حفظه الله تعالى – فهما يشيران إلى ما يلي :
الليل : الظلمة أو معنى الغفلة عن حقيقة الشهود .
النهار : النور أو معنى شهود الله تعالى فنرى تجليات قدرته .
و ذلك كما في قوله عز و جل في الآية الكريمة : ” وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً {10} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً {11} سورة النبأ ” .
فاللباس ستر – و كذلك هي الظلمة في القلوب و الغفلة ( المشار إليها هنا بالليل ) تستر الإنسان عن شهود ربه و شهود حقيقة التجليات الإلهية فيمتنع بذلك الإستمداد الخاص واستقبال الفيوضات الربانية , في حين أن النور و حال الشهود ( المشار إليه هنا بالنهار ) هو وقت الكسب ( المعاش ) الحقانّي و المدد العرفاني ففيه يكون التحقق بالأنوار الإلهية و تنزّل المعارف الربانية و معرفة خصوصيات وحقائق القدرة فيعيش الإنسان و يحيا الحياة الحقيقية في جنّة الشهود .
و من هنا نفهم لماذا كان لقيام الليل ذلك الثواب العظيم و ذاك الإهتمام الكبير من السلف الصالح فإن الليل هو ظلام و وقت للغفلة و لذلك أحب العارفون أن يضيئوه بذكر الله تعالى و بالتعبد فيه فأضحى ليلهم نهاراً و استحالت بذلك أيامهم كلها إلى نور و ضياء مستمر و إلى شهود دائم غير منقطع لرب الأرباب .
قال تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } آل عمران190 .. صدق الله العلي العظيم