بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين
اللهم إنا نبرأ إليك من الإتحاد والحلول ونعوذ بك من الاعتقاد بوحدة الوجود , ونتوجه إليك بما توجه به إليك الذين أنعمت عليهم من رسل وأنبياء وأولياء وصالحين , ملة التوحيد , ملة سيدنا إبراهيم عليه وعلى آله الصلاة والسلام , وسنّة الحبيب محمد صلواتك ربي وسلامك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
إذا سألت مسلماً هل أنت موحد , سيقول بالتأكيد نعم , وإذا سألته ما التوحيد سيقول لك عبارات مثل :
أن لا تعبد إلا الله تعالى , أن تعتقد بأن الإله واحد , أن لا تشرك بالله شيئاً , أن لا ترى الأغيار ….. كل حسب ما وصل إليه.
ولكن هناك فرق كبير بين أن تعلم تعريف التوحيد وبين أن تكون موحداً , وسأذكر في كل عدد مقطعاً من التوحيد , رزقنا الله الواحد وإياكم نعمة ونور التوحيد.
العلم طريق العمل ، والعمل طريق العلم
العلم وقود لمركبة السلوك إلى الحق تعالى , فليس هو الغاية والمنتهى , وإنما الغاية والمنتهى معرفة الحق تعالى , وبالرغم من شرف العلم العالي , إلا أنه قد أخطأ من انشغل بتحصيل العلم بنية تحصيله , ولم يستعمله لما جُعل له أصلاً أي السلوك لمعرفة الحق تعالى , فمثله كمثل من يجمع الوقود وسيارته واقفة بلا حراك , فسرعان ما يتراكم عنده الوقود ويحرقه فيكون عليه لا له , وإنما كان شرف العلم عالياً لشرف الغاية منه وهي كما قلنا السلوك لمعرفة الحق تعالى , ولما كان الطريق إلى الله تعالى طريق بخطوات ناسب أن يكون لكل خطوة علم ولكل علم خطوة , فأنت عندما تعمل بما علمت يُعلمك الله تعالى ما لم تعلم كي تعمل بما لم تكن تعلم عمله فتقترب وتتقرب وتتحقق , فالعمل طريق لكسب العلم , وليس أي علم وإنما العلم التشريفي الحقيقي .
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (282) البقرة.