مجلة كلمة الله تعالى

(رجال صدقوا مع الله تعالى – بقلم : الأستاذة هناء شحادة – العدد (69

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأطياب ومنه لأبا الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعلى آل الأنبياء أجمعين ومن تبعهم إلى يوم الدين

سيدنا ابراهيـم عليه السلام هو أبو الأنبياء وخليل الرحمن
نبذة عن سيدنا ابراهيـم عليه السلام : هو خليل الله تعالى، اصطفاه الله تعالى برسالته وفضله على كثير من خلقه، كان إبراهيم يعيش في قوم يعبدون الكواكب، فلم يكن يرضيه ذلك، وأحس بفطرته أن هناك إلهاً أعظم حتى هداه الله تعالى واصطفاه برسالته، وأخذ إبراهيم يدعو قومه لوحدانية الله تعالى وعبادته ولكنهم كذبوه وحاولوا إحراقه فأنجاه الله تعالى من بين أيديهم، جعل الله تعالى الأنبياء من نسل إبراهيم فولد له إسماعيل وإسحاق، قام إبراهيم ببناءالكعبة مع إسماعيل .
سيرته : منزلة إبراهيم عليه السلام : هو أحد أولي العزم الخمسة الكبار الذين اخذ الله تعالى منهم ميثاقاً غليظاً، وهم : أنبياء الله تعالى سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليهم وعلى آلهم أجمعين .. بترتيب بعثهم . وهو النبي الذي ابتلاه الله تعالى ببلاء مبين . بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الأعصاب . ورغم حدة الشدة، وعنت البلاء .. كان سيدنا إبراهيم عليه السلام هو العبد الذي وفى . وزاد على الوفاء بالإحسان . وقد كرم الله تبارك وتعالى سيدنا إبراهيم تكريماً خاصاً، فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب . وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه . وكان من فضل الله تعالى على سيدنا إبراهيم أن جعله الله إماماً للناس . وجعل في ذريته النبوة والكتاب . فكل الأنبياء من بعد سيدنا إبراهيم هم من نسله فهم أولاده وأحفاده . حتى إذا جاء آخر الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نحن أمام بشر جاء ربه بقلب سليم . إنسان لم يكد الله تعالى يقول له أسلم حتى قال أسلمت لرب العالمين . نبي هو أول من سمانا المسلمين . نبي كان جداً وأباً لكل أنبياء الله تعالى الذين جاءوا بعده . نبي هادئ متسامح حليم أواه منيب . يذكر لنا ربنا ذو الجلال والإكرام أمراً آخر أفضل من كل ما سبق .

فيقول الله عز وجل في محكم آياته : (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) لم يرد في كتاب الله تعالى ذكر لنبي، اتخذه الله خليلاً غير سيدنا إبراهيم عليه السلام .

قال العلماء : الخُلَّة هي شدة المحبة . وبذلك تعني الآية : واتخذ الله إبراهيم حبيباً . فوق هذه القمة الشامخة يجلس سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام . إن منتهى أمل السالكين، وغاية هدف المحققين والعارفين بالله تعالى .. أن يحبوا الله عز وجل . أما أن يحلم أحدهم أن يحبه الله تعالى، أن يفرده بالحب، أن يختصه بالخُلَّة وهي شدة المحبة .. فذلك شيء وراء آفاق التصور . كان سيدنا إبراهيم عليه السلام هو هذا العبد الرباني الذي استحق أن يتخذه الله خليلاً . وأيضاً من الحب زاده بقولة تعالى (وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلماتٍ ) أي : بمراتب الروحانيات، كالقلب والسرّ والروح والخفاء والوحدة والأحوال والمقامات، التي يعبر بها على تلك المراتب كالتسليم والتوكل والرضا وعلومها { فأتمهنّ } بالسلوك إلى الله تعالى وفي الله تعالى حتى الفناء { قال : إني جاعلك للناس إماماً } بالبقاء بعد الفناء، والرجوع إلى الخلق من الحق تؤمّهم وتهديهم سلوك سبيلي ويقتدون بك فيهتدون . { قال : ومن ذرّيتي } أي : واجعل بعض ذرّيتي أيضاً إماماً { قال } قد يكون منهم ظالمون { ولا ينال عهدي } إياهم، أي : لا يكونون خلفائي ولا أعهد إلى الظالمين بالإمامة .

والحمد الله رب العالمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى