من خلاصات علوم الحقائق
علم التوصيف العرشي
ضمن ضوابط القرآن والسنة الشريفة
بقلم علامة الديار الشامية الشيخ د.هانيبال يوسف حرب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
مقدمة :
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا إله الا الله وحده لا شريك له.. تنزه عن الأين والكيف واستوى على العرش الكريم .. وتعالى عن الحدوث والحلول والإتحاد .. عظيم في ذاته وصفاته … له التسبيح المطلق سبحانه وبعد:
قد علم العالمون أن الله قبل أن يخلق خلقه قد كان منزها عن العالمين فلا حلول ولا إتحاد بل الكل في علمه وقد استوى على العرش و محيط بالعرش يعلم كل شيء عن خلقه لا يخرجون عن علمه وقد أخبرنا الله تعالى أن العرش كان قبل أن يخلق السماوات والأرض على الماء وأخبرنا أنه صار من الأرض إلى السماء ومن السماء إلى العرش فاستوى على العرش.
فقال حبيبي جل وعز :(وكان عرشه على الماء) هود 7
وقال : (أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) فصلت 11
ثم قال حبيبي جل وعز: (ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا وهو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا وهو معهم ) المجادلة 7
وقال حبيبي جل وعز: (ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم) الحديد 4
ففسر العلماء قوله وهو معكم يعني علمه.
وقال تعالى: (الرحمن على العرش استوى) طه 5
فالله تعالى استوى على العرش يرى كل شيء في السماوات والأرضين ويعلم ويسمع كل ذلك بعينه وهو فوق العرش لا الحجب التي احتجب بها من خلقه يحجبه من أن يرى ويسمع ما في الأرض السفلى ولكنه خلق الحجب وخلق العرش كما خلق الخلق لما شاء وكيف شاء وما يجمله إلا عظمته .
فقال حبيبي جل وعز: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) السجدة 5
وقال حبيبي جل وعز: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) فاطر 10
فعرفنا أن الكلام الصالح هيئة نورانية قدروية لها قوة الصعود وهي تطلب العرش الإلهي بينما العمل أنزل مرتبة فهو بحاجة إلى من يرفعه إلى الحق مع تسليمنا بأن الله يعلمه كيف لا وهو خالقه ولكن للعالم مراتبه الكونية التي لا يتعداها سبحان من نظم هذا الوجود ومنحه مراتبه في غاية العدل .
وقال حبيبي جل وعز : (إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا) آل عمران 55
وقال حبيبي جل وعز: (وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه) النساء 158
وأجمع الخلق جميعا أنهم إذا دعوا الله جميعا رفعوا أيديهم إلى السماء تأدباً لاستجلاب البركات السماوية من يده العلية في حين يقلبونها إلى الأرض حين التعوذ من النار وهذا سنة نبوية وهو معكم أينما كنتم … ثم تواترت الأخبار أن الله تعالى خلق العرش فاستوى عليه بذاته ثم خلق الأرض والسماوات فصار من الأرض إلى السماء ومن السماء إلى العرش فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته منزه عن الحلول والاتحاد معهم علمه في خلقه لا يخرجون من علمه.