مجلة كلمة الله تعالى

(الثقافة المستوردة – بقلم : معالي الدكتور لواء فلازي – العدد (49

hanibalharbmag-49.2

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلَّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة الود والرحمة , وسلام الحب والبركات

إذا نظرت إلى بضاعة في متجر , فإنك ستجد منها ما هو مستورد , والناس تبحث عن المواد المستوردة لعدة أسباب :

لأنها تلبي احتياجا لا تلبيه الأصناف المحلية , أو لأنها أصناف فيها إبداع ما يميزها , أو أن هناك نقص في الصناعة المحلية لتلبية هذه الحاجة.

و ممكن لأن فيها مواصفات لا توفرها الأصناف المحلية الموجودة , كالجودة , الأمان , الراحة …

أو لأن سمعة استخدام المواد الأجنبية هي سمعة تدل على رفعة اجتماعية ورقي وحضارة , كما هو ملموس في معتقدات الناس.

ولسنا هنا بصدد التحدث عن الأسباب التي تدفع الناس لاستخدام الأصناف المستوردة , فاللائحة السابقة تطول ويمكن تفصيلها أكثر, ولكن الحديث هنا عن مدى استفحال التسليم بالمستورد حتى بات يغزونا ليس فقط في المواد الاستهلاكية من طعام ولباس ومشرب , ولكن حتى في ثقافتنا , فصار من الرقي أن تعلّم القواعد التي تأتيك مستوردة , وصار من علو الشأن التعامل بهذه القواعد , وصار من المحمود متابعة تطورات هذه القواعد , وصارت الموضة تطبيق هذه القواعد.

ولا أقول هنا أنه من الخطأ الإطلاع على علوم وحضارات الآخرين ,

ولكن من الخطأ اعتبار أن كل ما يقوله الآخرون هناك هو الصحيح ,

ويصبح متداولاً بين الناس ومسلماً به , مع أنك تجد أن الشخص نفسه هنا يقبل قاعدة واضحة الخطأ مستوردة كما هي بدون دليل , وإذا حدثته بقاعدة إيمانية أو بعلم روحي محلي , ينتفض ويطالبك بالدليل , فأين كانت انتفاضته هذه يوم سمع سخافات الثقافة المستوردة ؟

وتذكّر أن الثقافة الإسلامية بما فيها من توحيد كانت في الماضي الغير بعيد تصدر للعالمين , فكيف لأبناء هذه الأمة اليوم , يستوردون ثقافات شركية !

رزقنا الله وإياكم نور الفرقان

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى