والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
في ظل شجرة عالية أرى بيتي هناك موطئ قدمي وموقع أحلامي، موجودة أنا فيه، في أجواء مكتبتي بين كتبي و قرآني، بين يدي الرحمن، أناجيه ليغفر لي وأسأله ليعطيني . أرجوه أن يعلمني وألح أن يرفعني . تاركة خلفي همومي، طالبة أن يرعاني، محققة بذلك آمالي مؤمنة بأنه يسمعني، حالي حال اخواني، لبيت باسمه الأكبر، في داري وترحالي، وقلت لمليكي : أنا هنا لعلك لا تنساني، فقال : ياعبدتي أنا معك، أسمعك وأراك وأمسك بيدك، شعرت بعدها بحنانه، وعشت في عالم روحاني، وصلت عند عرشه، وأحسست عندها بذلتي، وعلمت أنه حقق أمنيتي، فقلت : يا خالق الكون أليس البعد عنك غفرانا ؟ سمعت من يناديني، يحدثني ويروي لي : خلقتكم فأكرمتكم فكيف أذلكم ثاني ؟ أيقنت بعدها بحبه، بوصاله ووده، وبأنه العاطي الهاني، فسعدت بلقائه، وطلبت أن يعود بي للافق الحالي . فقال : سلمتك علما من علومي تقومين به بين عبادي فاذا أتقنته رحلت الى جو عالي . وفجأة اتتني صورة بخيالي تحسم أمر أحوالي، وتقول لي : هنيئا هنيئا بالرضا الرباني، حزنت لضعفي، وتوكلت بعدها على ربي، وحزمت أمر نفسي، وقلت : أنا لها أنا لها .
شمرت عن سواعدي، وطرقت أبواب قلبي، وفتحت مداخل عقلي، وانطلقت بعدها الى خالقي، في شوق للأفق الأعلى، فكان أن وفقني وهداني، وأعطاني وعلمني، فلا زلت في بيتي، أناقش اقربائي ، اعلمهم العلم الرباني، حاسمة امر دنياي، شاكرة فضل مولاي .