مجلة كلمة الله تعالى

(موجودة أنـا – بقلم : الباحثة سحر البطيخي – العدد (55

55.10
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى من تبعه من صحب صادقين إلى يوم اللقاء العظيم

هناك بين الكاف والنون، نشأت وترعرعت في عالمي، موقوفة أنا فيه، أتامل حياتي، ابتسم لدنياي، متعجبة صامتة صابرة دؤوبة، حاملة وجهي على يدي، اجول بخاطري، توضحت حينها رؤياي، لكل انسان نصيب، هجرت بعدها احساسي وتعلقت بروحي لعلي افهم واقعي، ادركت حينها أن ما كان ماضياً، هو حصيد الآن، وما جاء لاحقاُ، زرعناه اليوم … اعتبرت وتعلمت وتنورت بحقيقتي وحقيقة من حولي، مما زادني اعجاباً بخالقي، ضياءاً ونوراً اكمل حياتي واحاطني عن يميني وشمالي، فصيّرني هدية لمن حولي، انظر هنا واتطلع هناك، وجدت دائماً من يناديني، يتمنى لو يلاقيني، في زمان غير زماني، عبر أحلام وردية، وامنيات ذهبية، وعلوماً هي في الأصل ضبابية، اصولها غير ثقافية، وليس لها خلفية ذات جسور ترابطية … اتراها وهمية ؟ أم ذات أبواب غربية ؟ ام بين بين ؟ بين الغربية والعربية ؟ عرفت بعدها صعوبة مسيرتي، جازمة نظرتي الأبية … متعلقة بماضيّ وثقافتي العربية، طالبة نشرها ووصلها بكل تؤودة وروية … بحثت بعدها عما أريد، واكتشفت أني لم أكن هناك في وقتها، في وقت العزة والصمود، فقد كنت لازلت صغيرة في ذلك الزمن البعيد، اترعرع وأنمو من أجل المستقبل ، فعودي رقيق، وأحلامي ناشئة، ولم أكن الآمرة الناهية في ذلك الزمان، فصغر عمري لا يسمح بذلك، ولست افهم طبيعة الحيا ، ولم اجد حينها من يمسك بيدي ويوصلني إلى الطريق، فقد كانت المسافة عشرون الف سنة أو تزيد … لم اصدق الآن اني هنا، وصلت إلى هذه الالفية ذات العيون العربية، مبتهجة فيها، مسرورة، سعيدة، فقد عرفت ذاتي وحققت اهدافي … وهذا مازرعته من بعيد .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى