أنوار من علوم الحق

سمع الله لمن حمد

بسم الله الرحمن الرحيم

الباحثة : آية الله المجذوبة

(( حبيبي الله :

أكتبُ لكَ في أشدِّ أيامي على قلبي حُلكةً

وأسألُك :

ماذا يَفعلُ مَن بذَلَ قلبَهُ ولم يَصلْ !؟

أين يَدفنُ سعيَهُ كلُّ مَن زَرَعَ ثَمراً بأكملهِ ووقتَ الحصادِ لم يَجنِ شيئاً !؟

أناجيك الآن لأني سيُّء الشرحِ وأنتَ الوحيدُ الذي تَفهمُني وإن خانَتْني كلُّ التعابيرِ ..

أناديكَ لأنَّكَ تُسامحُني مهما عَصيتُ ولا تردُّ ندائي ..

أناديك لأنَّكَ المجيبُ الوحيدُ والقادرُ على تسكينِ آلامٍ تؤرِّقُ نَومي و روحي ..

ياربّ : كيف يَستمرُّ بالمُضيِّ مَن مَشى في دروبٍ أخرى كثيرةٍ ولم توصلْه  دروبُهُ تلك  لأيِّ طريق ! )) .

الجواب :

سَمِعَ اللهُ للكلِّ

فهُوَ السميعُ

ولكنَّهُ عَرَّفَني في خزانةِ علمٍ جميلةٍ في سطرٍ من سطورِ الخزائنِ العلميةِ وهي خزانةُ السميعِ جلَّ وعَلا ؛ أنَّهُ سَميعٌ سَامعٌ مُسمِعٌ

فهو المُسمِعُ كما تَقرأين هذه الكلماتِ وتَسمعينَها بصوتِكِ في ذاتِكِ .

وهو سامعٌ لكِ في اعتراضِكِ أو انحياشِكِ

أو في بكائِكِ أو في نَدمِكِ أو في استفسارِكِ أو في أي حالٍ أنتِ بها ..

فنظرتُ إلى السطرِ الذهبيِّ في تلكَ الألواحِ الذهبيةِ للسمْعِ الربَّانيِّ ؛ فوجدتُ أنَّ أقربَ مَسموعٍ هو الحَمدُ .

نَعَم .. يَسمعُنا ونحنُ نَبكي ..

ويسمعُنا ونحن نشكي ..

ويَسمعُنا ونحن نَشمخُ أو نَنحني ..

والسمعُ الأعلى ونحن نَحمَدُ .

سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَ ؛ أربعُ كلماتٍ نردِّدُها في كلِّ صلاةٍ هي سرٌّ في تجلياتِ رقائقِ نورِ اسمِهِ السميعِ .

لذلك علينا بمحطاتِ الحَمدِ ..

ما محطات الحمد ؟

أن نحمَدَ اللهَ تعالى ، وبَينَ المَحامِد والمَحامِد ندعوه لنعودَ إلى محطةِ حَمدٍ أخرى نَحمدُه فيها .

ولا تنسي السرَّ الأعظمَ في عالَمِ السمْعِ الإلهيِّ : سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَ .

 

بقلم : د. هانيبال يوسف حرب

زر الذهاب إلى الأعلى