السيرة الذاتية

بعض التَنَبُّوءات عن وِلادَة سماحته حفظه الله تعالى

hani 32

بعض التَنَبُّوءات عن وِلادَة سماحته :

فقبل ولادة الشيخ هانيبال يوسف حرب حينما كانت والدته نعمت بختياري حاملا به في دمشق؛ و كان والده في ألمانيا يتناول العشاء على مائدة ابنة الحاكم فاستأذنته البارونة أنْ يستمع لأحدى المُتنبِئَات فرفض ذلك و أكدّ لها أنّه مُسلِمٌ و أنّ عقيدته لا تسمحُ له بالإيمان بالمُتَنَبِئين و المُنَجِمين إلا أنّها أصرّتْ مِنْ باب الدبلوماسيّة و أكدتْ عليه أنّها ليستْ مُنَجِمَة بلْ هي مُتَنَبِئَة و تحبّ أنْ تسمعَ منها ما ستقول له و أحرجته بأنْ سمحت للمُتَنَبِئَة أنْ تتكلّم أمامه على طاولة العشاء مما أحرجه دبلوماسيا و اضطره إلى الصمت أمام ما صار أمرا واقعا، و ما هي إلا لحظات حتّى أبهرتْ تلك المُتَنَبِئَة السّامعين حين أخبرتْهُ و هو على أرض ألمانيا أنّ زوجته في دمشق حاملٌ بِذَكَرٍ و أنّ هذا الطفل سيولد عندما تفقِد الأُمّة  زعيماً كبيراً مِنْ زعمائها و أنّ هذا الولد سيكون له شأنٌ كبيرٌ في البلاد.

البشارة :
كما أنّ هناك نُبُوءَة تسبق هذه النُبُوءَة و لكنّها كانت برؤيةٍ صالحةٍ رأتْهَا جَدَةُ سماحته أمِّ والِدَتِه حيث رأتْ يوم زواج ابنتها مِنْ أبيه أنّ سيدنا مُحَمّد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم قدْ أتاها على طريق يحفّه الخُضْرَة و النعيم فأخذَ يربّتُ على كتفيها و قال لها ” اطمئني يا أمينة و افرحي بزواج ابنتك نعمت من يوسُف فإنّهما سيُنجِبَان طفلا يملأ الدّنيا علماً و نوراً ” و كرر لها ذلك الكلام و قد أخذ بيدها و مشى معها في هذا الطريق حتى استيقظت.

لعلّ المُتطلِع على ما ذكرتُ يُدْرِك تماما كيف أنّ الله سبحانه و تعالى قد مَهَدَ الأجواء لوِلَادة علّامة الدّيار الشاميّة هَانِيبَال يوسُف حَرْب حيث ظهرتْ عليه علاماتُ البركة على كلّ مُحِيطِه الأَسَريّ و الاجتماعيّ حتّى على حيّه منذ اللحظات الأولى لولادته، فقدْ أتمّ المشي في الشهر الثامن، و أتمّ الكلام في الشهر التاسع؛ فلا يستعصي عليه شيءٌ مِنَ الكلام ممّا لفتَ نظر المُحِيطين به إليه واعتباره طفلا نادرا ناهيك عَنْ جَمَالِه الخاص و حضوره الروحيّ الأخاذ فقد حفظ أول مسرحية في الأدب السوري و هو ابن ثلاث سنواتٍ بعد أنْ سمعها مرتين بحضور والده، و كان مُلْفِتَا للنظر في ذلك الوقت لكلّ الصالونات و المَحَافِل الأدبيّة ومن هنا ولد معه لقب البشارة فهو بشارة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

لعلّي أكتبُ تحت هذا العُنوَان عَنِ الأشخاص والظروف التي تنبّأتْ بوِلَادة هذا العلّامة، فجَدُّه أبو صُبْحي التِيْناويّ ( مُحمّد خليل فؤاد حَرْب ) كانَ رجلَ الفَنّ الأوّل في سورية و له جناحٌ خاصٌ في مُتْحَف اللوفر في فرنسا حيث يُعْرَض فَنُه، فهو الذي ابتكرَ و أرسى قواعدَ مدرستِهِ الخاصّة التي صنّفَهَا الفنّانون و أطلقوا عليها اسم المدرسة المُسَطّحَة و التي تخصّصت في عرض التُرَاث الثقافيّ العربيّ و الإسلاميّ في سورية و بِلَاد الشام عامّةً حيث بقي مُتَرَبِعَا على عرش الفنّ مُدةً طويلةً دون مُنَافسٍ أو مُنَازعٍ .

أمّا والِدُ سماحَتِه المُفَكّر السوري يوسُف حَرْب فهو مُفكّر الفنّ السوريّ و أحد كِبَار مُؤسّسيّ المدارس الفنيّة في سورية، حيث دَرَسَ في الأكاديمية المَلَكيّة العُلْيَا في فيينا، و فازَ بالمرتبة الأولى على أوروبا في سِتِينيّات القرن الماضي بِفِكره و فنّه.

و على ما سبق نستطيع أنْ نرى تماما أنّ سماحة الشيخ هَانِيبَال يوسُف حَرْب قد نشأ في أُسْرَة فنيّة مُثَقَّفَة عالية الإنجاز.

hani 33

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى