الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على من أدى الرسالة بقوة وأمانة
سيد المرسلين محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم أجمعين
تحدثنا في المقالة السابقة بتوفيقه تعالى عن دور الإسلام و عظمته في شموله و تغطيته لكافة جوانب حياتنا و أبعادها و كيف أنه أكمل لنا مما أكمل أسس و معايير و قواعد النظام الإداري و حدد لنا مما حدد و أوضح صفات للموظف المسلم عليه أن يتحلى بها ليُطَبق الإسلام في العمل في الشركات و المؤسسات و ليس في المساجد فقط و دور العبادة و ذكرنا أنه بقوله سبحانه و تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) القصص 26
قد حدد لنا أبرز صفتين ينبغي على كل موظف مسلم أن يتحلى بهما و هما القوة و الأمانة ولعل هاتين الصفتين هما الأكثر طلباً لدى مدراء العمل في الموظف الذي يرغبونه للعمل لحسابهم . و شرحنا في المقالة السابقة بفضله تعالى عن صفة القوة و اليوم بإذن الله سبحانه و تعالى سنتحدث عن صفة الأمانة . الأمانة أي الالتزام بالصدق في أداء العمل و الحرص على أدائه بأفضل طريقة يستطيع و بذل كل ما يملك في سبيل تحقيق أهداف و غايات عمله دون تباطؤ أو تململ أو تقاعس عن العمل و قد ذكر الله سبحانه و تعالى الأمانة كإحدى صفات المؤمنون بقوله عز وجل .
بسم الله الرحمن الرحيم ( والذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون ) المؤمنون 7
و لابد للموظف أن يراعي الأمانة في عمله أمام ثلاث : 1 – أمام الله سبحانه و تعالى : فلا يخون رب عمله و هو مشغول عن مراقبته أو غير موجود معه و ليعلم أن هناك من يراقبه على مدار اللحظة . 2 – أمام نفسه : فيؤدي عمله بكل حرص على تقديم أفضل ما عنده ليشعر بالاحترام لذاته و الرضا على نفسه . 3 – أمام الناس : و من يلتزم بالأمانة أمام الله سبحانه و تعالى و أمام نفسه فهو تلقائياً ملتزم بها أمام الناس , أما الذي يدعي الأمانة أمام الناس فقط فلا بد له من يوم يسقط فيه قناع الرياء و النفاق عن وجهه ليكون في ذلك خسران للدنيا و الآخرة . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وآله و صحبه و سلم جالس يحدث القوم في مجلسه حديثا جاء أعرابي فقال يا رسول الله متى الساعة فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله و صحبه وسلم يحدث فقال بعض القوم سمع فكره ما قال وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال أين السائل عن الساعة قال ها أنا ذا يا رسول الله قال إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال يا رسول الله كيف أو قال ما إضاعتها قال إذا توسد الأمر غير أهله فانتظر الساعة . فهل نرى في أحوال أمتنا ضياع للأمانة أم حفظها …….. فانتظر حفظك الله . و قد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : ( اللهم أشكو إليك جلد الفاجر و عجز الثقة ) و ذلك لقلة اجتماع صفتي الأمانة و القوة معاً في الناس . لذلك احرص أخي المسلم على التسلح بالصفتين معاً ليس فقط لتسهيل حصولك على العمل و على الراتب الأكبر و لكن لتكون من المؤمنين الأحب إلى الله تعالى … .
بسم الله الرحمن الرحيم ( والذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون ) المؤمنون 7
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله و صحبه وسلم : (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ))
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل و الحمد لله رب العالمين .