الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على رسول الهدى وإمام المتقين وآله وصحبه أجمعين
كلما اشتدت رغبات الفرد الماديّة ضعفت رغباته الروحيّة بطبيعة الحال .
ومن الملاحظ أن الإسراف في شهوة الطعام يؤدي بالإنسان إلى أن يعتبر الحياة مجرد متعة ماديّة فتضعف فيه الصفات الروحيّة , من الإحسان والتضحية وفناء الذات ، وتحل محلها الأنانيّة وقسوة القلب والأستكانة إلى الترف وذلك يؤدي به إلى أن يصبح عضواً فاسداً في المجتمع الإنساني لا يفيد الإفادة التي ترفع من شأنه وترقي من حاله .
من أجل هذا توجهت وصايا القرآن الكريم إلى التحذير من الانقياد لرذيلة الشراهة ، ووصف صاحبها بأنه ليس ممن يحبهم الله عز وجل . قال الله تعالى :
كما أن الشراهة تؤدي إلى تبلّد الأذهان ، والانصراف عن تغذية العقل بالمعارف التي يحتاجها والروح بالأذكار التي تنعشها ، ولا يكون همّ الشَّرِه إلا التفكير في أصناف الطعام ، والانهماك في متع الحياة الرخيصة ، فيصرفه ذلك عن تزكية نفسه والسمو بها عن الصفات الدنيّة ، فينخلع عن إنسانيته ويصبح كالحيوان ، قال الله تعالى :