مجلة كلمة الله تعالى

(الفن لغة الإحساس – بقلم : الدكتورة ولاء هرشو – العدد (50

hanibalharbmag-50.8

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الحي رب العالمين القيوم والصلاة والسلام علي سيدنا محمد الحبيب المحبوب وآله وصحبه أجمعين .

يعد الفن قديما بقدم الإنساني والفن مثله كمثل أي علم أخر بدا بسيطا على بساطة الحياة البشرية وتطور مع التغيرات الهائلة التي شملت كل وجه من أوجه الحياة والتي تركت أثرا كبير على الفن ووظيفته وان ابسط تعريف له هو ذلك العلم الذي يعبر عن شعور الفنان وأحاسيسه

لا يحتاج الفن إلى شرح أو تفسير فمفهومه يعطي صورة عن حياة الشعوب ويعبر عن تقاليدهم وعقائدهم وعاداتهم وهو المرآة الصادقة التي تتجلى فيها نهضة الأمم وحضارتها وتقدمها

الفن لغة الإحساس والجمال والإبداع و به نعبر عن شفافية أرواحنا ورقتها وبساطتها

ومع ذلك فإننا في هذا المجال الفني تختلف أذواقنا واتجاهاتنا ودوافعنا الحسية نرى واقعنا بمناظير مختلفة أما الحس الفني لدى كل منا ذوقه الخاص فالبعض منا يميل إلى الفن التشكيلي الهيكلي على انه الأفضل والأقرب للواقع أما البعض الأخر يميل إلى الغموض الفني الذي يعبر عن التجسيد العاطفي والذوق الفني العميق والبعض الأخر يرى أن لون الفني الحقيقي هو برموزه البسيطة الواقعية بعيدا عن العمق أو التعقيد وهنالك من يجعل من الفن حقيقة كاملة بقدر الإبداع المستخدم لتمازج الألوان والفكرة المعبرة عنها ككل

لكن رغم تباين الآراء يبقى الفن للفنان أسلوب حياة ونبض عمل دائم يبعث له إلهاماته

أما البعض من الناس الذين لا يرون أي أهمية للفن ولا يقدرون قيمته فهم عديمي الإحساس ولا يوجد في داخلهم ذرة وعي وذوق وشعور الأشياء الجمالية ونظرتهم للفنان تكون سلبية ويصفونه بأنه انطوائي ويعيش بعزلة وانه صاحب أهواء جنونية هؤلاء هم بأيدهم يخربون الجمال ونفوسهم ولا يوجد أي ثقافة لديهم

لان الفن بحد ذاته علم له قواعده وضوابطه الخاصة به وحتى انه يدخل بكل العلوم كمنظور والتشريح الفني والتاريخ…….

وعلى الفنان مراعاة هذه القواعد وفهمها ودراستها لكي تكون رسالته واضحة وجذابة وأكثر تأثيرا بالناس ونفوسهم

للفن اختصاصات كثيرة ومتنوعة وليست محدودة وعلى الفنان أن يكون مبدعا وغير مقيد وأفكاره مطلقة ولا يحدها شيء

وعلى الكل يجب أن يعلم أن الوعي بالفن كوصفه شكلا من أشكال النشاط الاجتماعي تتحدد أهميته كعامل أساسي يكون بمجمله ثقافة الإنسان ككائن اجتماعي يعمل على تغير الطبيعة وتحويلها لتلبي حاجاته المتنامية لذلك يبدو لنا اليوم طبيعيا وضروريا

لكن المفهوم العام للنتاج الفني لا يعني أن ننظر إلى اللوحة على أنها مجرد مرآة ينعكس فيها عالما خارجي لا يتغير أو ننظر إليها على أنها مجرد شاشة تعكس عالما داخليا فهي في نظرنا نموذج تشكيلي يوضح العلاقات القائمة بين هذين العالمين بين الإنسان وعالمه الخارجي

الإنسان بحد ذاته صورة من صور المبدع الجميل والخالق البارع الذي أبدع بخلق كل شيء من الكائنات فسبحانه جلا وعلا عما يصفون .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى