مجلة كلمة الله تعالى

(حول علوم القدرة في القرآن – بقلم : سماحة علامة الديارالشامية الشيخ د.هانيبال حرب – العدد (58

58.1
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على من أنار قلوب العارفين بنور المعرفة المخصوصة لأهل المعرفة من بحر نوره المقدس سيد الحضرة حبيبي محمد عليه أزكى وأطهر الصلاة والسلام والآل أجمعين

قالت : علوم القدرات في القرآن الكريم تحتاج إلى طاقات كبيرة وكثيفة من كم هائل من البشر لكي تستطيع أن تؤثر بشكل مباشرعلى مسار حياة المجتمع لأنها تعلم التشريعات بطريقة مختلفة عن ما تعلمناه ” مع احترامي لما تعلمناه ولجميع العلماء ” هل تجد أن هذا النور قد بذغ فعلاً أم ترى المشوار يطول ” والتقصير من المتلقي أم من الملقي ” أم تفريغ علومنا من محتواها الروحي قد سبب العناء بالوصول ؟؟؟!

فضيلة الشيخ د. هانيبال يوسف حرب : علوم القدرات بالقرآن الكريم لا تحتاج إلى طاقات كبيرة وكثيفة من كم هائل من البشر لكي تستطيع أن تؤثر بشكل مباشر على مسار حياة المجتمع, هذه فكرة خاطئة في علوم الروح والطاقة والقدرة .

فممكن لشيخ واحد بقدرة معينة واحدة أن يغير كل واحد .

ومثال ذلك في التاريخ كله : غاندي واحد .. كونفوشيوس واحد .. مارك لوثر كينغ واحد .. أسبينوزا … شكسبير .. حتى في تاريخنا الديني : محمد صلى الله عليه وآله وسلم واحد .. وكذا كل الأنبياء في عصرهم كانوا مفردين .. والأمثلة كثيرة .

قالت : صدقت المهارات البشرية تعطي الكثير للمجتمع فمثلاً : في الهند ينفذون عملية جراحية بدون تخدير .. فكيف لو أننا نحن المسلمين إستفدنا من علمائنا بهذه الطاقات والقدرات بالتاكيد كنا قد وصلنا إلى فضاء الحق بالحق ” الحمدلله بأن الله تعالى أكرمنا بعلمك النير ” .

فضيلة الشيخ د. هانيبال يوسف حرب : أما عن بزوغ هذا النور فنعم قد بزغ مع أول توجه لدعوتي إلى الله تعالى في العالم العربي .. وقد نشرت إعلاناً في سنة 2008 في سوريا يقول : أعدكم أن حروفي ستغير وجه العالم, وهاهو ذا العالم يتغير .

أما عن التقصير فهو : من المسلمين أنفسهم .. لأنهم لم يحموا علمائهم في هذا المجال من الإغتيال والتصفية العرقية .. واستهتروا بطاقات أمتهم .. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( العلماء حصون الإسلام ) .

أما تفريغ علومنا من محتواها فهذا لم يحصل بل الذي حصل أن الغزو الفكري والثقافي لحضارتنا الإسلامية من قبل غير المسلمين, إنما تم بالمخطط التالي :

أولاً : تهميش العلوم القرآنية حتى لم يبقى علماء في العلوم القرآنية في عالمنا العربي, أقصد علماء يخرّجون علوماً من القرآن الكريم كما فعل البرهان الزركشي رحمه الله تعالى .

ثانياً : إعتبار كل رجل دين يحفظ القرآن الكريم ويكتب بأحكامه عالم قرآني في علوم القرآن الكريم. وهذا أزاح محور العلوم إلى محور الحديث عن أحكام القرآن الكريم .. أي إستبدلوا منهج العلوم بمنهج الفقه والتفسير فقط وحصروا علوم القرآن الكريم بتفسير المفسيرين فقط .

ثالثاً : منعوا الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع من عرض العلوم القرآنية واكتفوا بتحويل الحلقات الدينية إلى وعظ وإرشاد فقط ولبسوا على الجيل المسلم أن الإسلام هو فقط إرشادهم ووعظهم .

رابعاً : أبادوا كل علماء العلوم القرآنية على يد الأنظمة . ( وأنا الآن آخر شخص من الجيل الدمشقي في العلوم القدروية في القرآن الكريم ), حتى أنه لا يُـدرس هذه المادة في العالم العربي سواي .. ولله الحمد ولله الشكوى .

خامساً : نشروا ثقافات تخالف الفكر القدروي القرآني والفكر الطاقي في القرآن الكريم . وفي بعض الدول التي لم يستطيعوا فيها ذلك استبدلوها بالفكر البوذي والرياضة اليوغية .. والشاكرات السنسكريتية وبدعم كبير .

سادساً : روجوا لعداء العلماء المسلمين بين الشباب ومثلوهم على أنهم أناس لايحبون إلا التسلط والإنتفاع والإنتهاز .. وابعدوا فكر الشباب عن فكرة إصطفاء الحق لبعض البشر .

سابعاً : صنعوا شيوخاً ورجال دين فاسدين وشهروهم ليرى الشباب المسلم فسادهم وينفر منهم ومن دينهم . وبعد فترة يعاملونهم على أنهم علماء الدين .

ثامناً : عملوا على إنكار قدرات الصحابة الأجلاء .. وحصر الدين بالعلم بعيداً عن القدرة .

تاسعاً : قولبوا الدين فقط بعلوم الفقه وبتروا عنه علوم القدرة وألغوا منه علوم الطاقة .. وكتموا فيه علوم المهارات البشرية . وهذا من أكثر ما أثر في فكر الجيل الجديد .

عاشراً : حاربوا نصوص الإسلام القدروي .. وأهم خصائصه وهو علوم الولاية . ووجود ولي يختصه الله تعالى بالإكرام .

الحادي عشر : سفهوا فكرة الكرامات وكبتوا أصحابها . ليحارب إكرام الحق للبشر .. وبالتالي صار عدو الولي الرباني من المسلمين أنفسهم وليس من غيرهم فقط ..

الثاني عشر : عملوا على إصدار قوانين وأفكار تساعد على طمس أصحاب القدرات الروحية وإعتبارهم خرافيين ومهابيل ومساطيل ومنبوذين .

الثالث عشر : إستبدلوا المتخصصين بالروحانيات المقدسة بعلماء اللغة العربية : ومنهم من ليس عالم دين بل هو دكتور لغة عربية .. مثل : الشيخ راتب والمفتي حسون في سورية .. وكذا زغلول النجار .. وكذا عبد الصبور شاهين .. في مصر .

ولكن كل منهم يُـقدم إعلامياً كعالم قرآن وممنوع إنتقاده .. وكل من إنتقده في بعض الدول تم تصفيته أو تهجيره .

الرابع عشر : سلطوا النساء البذيئات على العلماء الحقيقيين ليهزوا من هيبة العلماء أمام الشباب .

وهناك الكثير من البنود التي مورست إلى الآن هذه أهمها .

قالت : صدقت .. أنا كنت أتابعهم بإهتمام ليس تأييداً لفكرهم ولكن إستغراباً من فكرهم .

تمت

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى