
بسم الله الرحمن الرحيم
– كيف نرد على من يفتون بجواز قراءة القرءان الكريم من الجوال بدون وضوء ، وكيف نقنعهم بذلك ؟
– الجواب :
في حوار دار بين فضيلة الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب وأحدهم :
– دكتور كما أفتى أغلب العلماء والعارفين بالله تعالى أن حروف القرءان الكريم وجودها بالأجهزة تختلف عن وجودها في المصحف الشريف
تشترط الطهارة من الحدث الأكبر .
– د.هانيبال يوسف حرب : صحيح وجودها مختلف .. ولكن فاتهم أننا نتوضأ لحقيقة الحرف القديم غير المحدث أي الكلام النفسي وليس المطبوع .. فليس الوضوء للشكل المخرج أخيراً بل الوضوء لحرمة كلام الله تعالى القرءان الكريم .
هكذا كانت فتاوى السلف الصالح ..
واليوم بأي حرف كانت الطباعة سواء وجود الشكل المرسوم طباعة أو إلكترونياً فإن الكلام النفسي القديم قائم غير مخلوق …
يعني آية الكرسي نفسها كيفما كتبت وبأي آلية كتبت الكلام النفسي لا يتغير وتبقى آية الكرسي …
لذلك لم نوافق نحن المجدديون على فتوى من ادعى أن اختلاف نوع الطباعة يؤدي إلى اختلاف الحكم .
– د.هانيبال يوسف حرب : عندنا في عقيدة أهل السنة والجماعة القرءان كلام الله تعالى القديم غير مخلوق … ولا يتغير بظهوره في مطبوع أو إلكتروني .. أو تصوير أو رسم يد …
فحرمة القرءان الكريم واقعة على حقيقته وحقيقته ظاهرة بأنه كلام الله تعالى في كل ما ذكرنا في فنون الكتابة ..
صحيح قولهم أنه لا يسمى مصحفاً في الموبايل ، ولكن الفتوى ليس على التسمية هل يسمى مصحفاً أو لا بل على المسمى أي على القرءان نفسه
والذي نقرؤه هو القرءان المسمى قرءان ..
نعم حمل الموبايل بتطبيق مصحف قرءان أيسر للقراءة ، ولكن لا يوجد في اصول الفقه وأصول بناء الفتوى شيء اسمه إلغاء حكم الوضوء لقراءة القرءان بسبب موبايل آبل ماكنتوش الأسهل أو بسبب العم أندرويد الأيسر أو بسبب السهولة فقط وإلا لكانت الناس صلت بلا وضوء أسهل لها .
– د.هانيبال يوسف حرب : قال لي أحدهم وكان غير سني ..
قال يا شيخ هاني :
الموبايل إلكتروني ضوئي ولا يقال للقرءان فيه أنه مصحف أي من صحف ورقية .. إذا كان في موبايل فما هذه الفتوى .. ؟!!!
قلت له :
الحرمة في القرءان الكريم حرمة الكلام المقروء وليس حرمة الكلام المطبوع بالورق والورق والمطبوع تابع للمقروء في الحرمة لأنه يظهر معاني القرءان القديمة …
فتعنت وقال : لم تعجبني إجابتك .
قلت له :
هل تقبل أن تخرج من موبايلك آيه الكرسي وتضخها في راشق ضوئي ( بروجكتور ) .
قال : نعم أمر شرعي … هذا ضوء إلكتروني ..
قلت :
وماذا تقول لو أن الحائط الذي يسقط عليه ضوء الراشق الضوئي ( البروجكتور ) كان حائط مزبلة وظهرت عليه الآية .. فهل هذا جائز ؟
فارتبك وشرد قليلاً …
ثم قال :
لا .. لا يجوز للآية حرمة .. لا يجوز أبداً اسقاطها ضوئياً على هكذا حائط … الآن قد اقتنعت بقولك يا شيخ هاني … صدقت حيث قلت أن للقرءان حرمته الخاصة وليست الحرمة للمطبوع فقط ..
بل الحرمة للمعنى الذي تُظهره الكلمة .. وعلينا تنزيهها ..
قلت :
هذا ماكنت اقصد …
وبعدها ذهب إلى شيوخه وقال لهم بقناعته فطردوه .. فعرف نواياهم .. وأنهم زعماء وجاهة وليسوا علماء حقيقة وصار سنياً حنفياً .
يا سادة .. إن كلمة الجلال الفردانية الله
هي هي
في أي خط كتبت
سواء مطبوع أو مرسوم أو الكتروني أو ضوئي … إلخ ..
هي كلمة الله .
فلا تسقطوا حرمتها .
فإن الوضعيات لا تسقط حرمة الأصليات .
أي ماهو موضوع بالوضع البشري لا يلغي حرمة الحق الأزلي الأبدي .
بقلم : د.هانيبال يوسف حرب
2023-08-01
17 2 دقائق