
بسم الله الرحمن الرحيم
– سؤال من القرءان الكريم : تعلمنا منكم أن نقول : ( فتح الله لك ) لما هو خير لأن ( فتح الله عليك ) جاءت مع العذاب كما رأينا في آيات القرءان الكريم ، سؤالي عن الآية / ٩٦ / في سورة الأعراف : { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون } .. ما معنى ( لفتحنا عليهم ) هن ؟ أقصد أنها جاءت مع الإخبار بأن بركات من السماء والأرض ستفتح لو أنهم آمنوا واتقوا فلماذا جاءت الآية بـ عليهم ؟
– الجواب :
لا تخرج كلمة عليهم في هذه الآية عن حقيقة استعمالها في باقي الآيات ومعناها هنا أنهم لو آمنوا واتقوا لنزلت البركات نزولا تاماً كاملاً لايُناقض ؛ لدرجة أن ما يمكن أن يكون فتحاً عليهم وهو إشارة للسلبية سيبدل وسيكون فتحاً لهم بالبركة والعطايا فهذه البلاغة هنا تعني أن من كانت لفظة عليهم في حقهم فتح سوء سيجعلها ربي في حقهم بركات استثناءً لهم على ايمانهم وتقواهم .
وقد رأينا في مقامات التقوى من هذا ما هو عجب أقله : أن يأتي الشخص بالضر يريد أن يَضُر به المؤمن المُتقي فإذا بالضُر ينقلب في حقه بركات .
وفي قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام في فتحهم عليه ألسنة نيران الحرق فإذا بالحق يجعل عليه بروح سلام وبرد { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ } ولنلاحظ هنا الاستثناء الروحي الواقع على حرف الجر على .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، قال : أخبرنا إسماعيل ، عن المنهال بن عمرو ، قال : قال إبراهيم خليل الله تعالى : ” ما كنت أياما قطّ أنعم مني من الأيام التي كنت فيها في النار ” .
– بالخلاصة : لن يأتيهم السوء ولا بوجه وسيعيشون البركات بكل الوجوه .
بقلم : د.هانيبال يوسف حرب
2023-08-01
27 دقيقة واحدة