مجلة كلمة الله تعالى

(الصلاة في وقتها – بقلم : الباحثة هدى الجعبري – العدد (59

6.59
بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد شعلة الباحثين عن الحق في ظلماء الوجود , هادي الناس إلى رب العالمين وآله وصحبه وسلم.

تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الاستعداد لصلاة الجماعة قبل دخول وقتها حرصاً على عدم فواتها, فالكثير ممن تفوتهم صلاة الجماعة يكون السبب في تقاعسه بأن يقول أن هناك متسع من الوقت , فينشغل بالوضوء , أو ينشغل بالكلام , أو .. أو … حتى يرى الجماعة قد فاتته .

وقد روى الإمام الشعراني رحمه الله تعالى أنه قال لطالب علم وقد أقيم لصلاة العصر وهو جالس يلغو أن قمْ للصلاة , فقال طالب العلم في الوقت متسع , فقال له ولو كان متسعاً , فأخذ طالب العلم يجادله في إمكانية أن يصلي مع جماعة أخرى ولو بواحد إن فاتته صلاة هذه الجماعة , فمثل هذا إذا كان من الرجال المنسوبين إلى الشريعة كان من الأئمة المضلِّين , لأنه بتركه هذا يتبعه الناس فيصيرون قدوة في الضلال , حتى أن سيدي إبراهيم المتبولي رحمه الله تعالى كان يقول : ” إذا قرأتم العلم فاقرؤوه على العلماء العاملين , وإياكم أن تقرؤوه على أحد من المجادلين الذي لا يعولون على العمل بما علموه , فإنكم تخسرون بركة علمكم , فإن إبليس بالمرصاد لهؤلاء لكونهم حملة الشريعة بقاؤها ببقائهم , فإذا تلفت حالهم تلف حال الشريعة لعدم الأعمال التي يفعلونها , حتى يقتدي الناس بهم فيها فكأن الشريعة لم تكن موجودة لأنه لا وجود لعينها إلا بالعمل بها “.

فالزم يا أخي أدب الشريعة ولا تجادل من نصحك فربما تخسر دينك .

وروى الشيخان وغيرهما أن ابن مسعود قال : يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : الصلاة في وقتها … الحديث

وروى الطبراني مرفوعاً : ” عليكم بذكر ربكم , وصلوا صلاتكم في أول وقتكم فإن الله عز وجل يضاعف لكم”.

وروى الترمذي و الدارقطني مرفوعاً : ” الوقت الأول من الصلاة رضوان الله , والآخر عفو الله “.

وفي رواية للدارقطني : ” وسط الوقت رحمة الله “.

وروى الديلمي مرفوعاً : ” فضل أول الوقت على آخره كفضل الآخرة على الدنيا “.

وروى الطبراني مرفوعاً : ” من صلى الصلوات لوقتها وأسبغ لها وضوءها وأتم لها قيامها وخشوعها وركوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول حفظك الله كما حفظتني , ومن صلاها لغير وقتها ولم يسبغ لها وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني , حتى إذا كانت حيث شاء الله لُفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه “.

و الحمد لله رب العالمين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى