بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد شعلة الباحثين عن الحق في ظلماء الوجود , هادي الناس إلى رب العالمين وآله وصحبه وسلم .
أولى الدين الإسلامي أهمية بالغة للجماعة , فكانت يد الله تعالى مع الجماعة , وخص سبحانه يوماً أسماه الجمعة لاجتماع الأنوار فيه , وخصص صلاة أسماها صلاة الجمعة التي لا تجوز إلا جماعة فكانت جمعية الجمع , وفي هذا كله أسرار من علوم الجمع , ولهذا وجب على المسلمين المواظبة على المبادرة لحضور صلاة الجمعة بحيث يصلون السنة التي قبلها قبل صعود الإمام المنبر لضمان حصول الجمعية , وإلا إن تأخر المصلي عن هذا الوقت الشريف لتأخير عن الإنجماع بجمعية الجمعة وفضلها .
روى مالك والشيخان وغيرهما مرفوعاً : ” من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنة , ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة , ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن , ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة , ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة , فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر ” .
فكلما أبكر العبد حضور الجمعة كلما غنم الجمعية مع الأزكى والأطهر من العباد الصالحين والملائكة المكرمين .
وهذا السعي المسنون صار غالب الناس يخل به فلا يحضرون إلا بعد أن يصعد الإمام المنبر , أو بعد الخطبتين , أو بعد الركعة الأولى , أو تفوته الصلاة كلها .
نسأل الله تعالى ان يجمعنا على نور نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأن يجعل لنا كل ساعاتنا جمعة .