مجلة كلمة الله تعالى
(من الله ذي المعارج – بقلم : الدكتورة رفيف صفاف – العدد (67

اللهم صلّ على حبيبي و جدّي محمد سيد معراج الكمال و آله و صحبه و سلم تسليما مطلقاً
علم المعاريج هو من العلوم التشريفية التي يمُد اسمه تعالى (ذي المعارج) أنواره و أسراره، يقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم :
{ مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ } المعارج3
و هو من العلوم الخاصة التي تلقن بالسند المتصل عن سيدي محمّد عليه الصلاة و السلام و على آله و صحبه، و معظم العلماء الذين حازوا من أنوار هذا العلم أشاروا في مدوناتهم إلى أسراره إشارة دون تفصيل.
و من أدلة هذا العلم قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
{وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ} الذاريات7 أي: ذات الطرق، و هذا يذكرنا بقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه “إني أعلم منكم بطرق السماء من طرق الأرض “.
و من الأدلة أيضا قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ }سبأ2
و هنا نشير إلى أن قوله تعالى ( و ما يعرج فيها ) إنما جاء مطلقا غير مقيد بمحدِد، و هنا حسب أصول الفقه فإن اللفظ يترك على إطلاقه ما لم يقيد بقرينة،
و بالتالي هذا ينفي قول بعضهم :
أن العروج السمائي للمخلوقات لا يكون إلا للملائكة حصراً !!
و دليل نفي هذا الحصر بالملائكة أيضا هو عروج الرسول عليه الصلاة و السلام و على آله و صحبه في السماء ليلة الإسراء و المعراج، و في عقيدتنا أهل السنة و الجماعة فإنه ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي.
و انظر هنا إلى الأمر الإلهي الصريح لمعشر الجن والإنس يقول الله عز و جل من قائل:
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } الرحمن 33
فالله تعالى أمر الجن و ((الإنس)) بالنفاذ من أقطار السماوات السبع إلا أن هذا النفاذ محصور بمن امتلك السلطان الإلهي لقوله تعالى “إلا بسلطان” و هو (سلطان العلم) المرافق للإذن الإلهي،و لو أن الله تعالى أوقف القول الإلهي عند قوله ”لا تنفذون“ لنفينا قطعا بإمكانية العروج و النفاذ في السموات إلا أنه تعالى قال ”لا تنفذون إلا بسلطان“ فحصر بإلا (التي تفيد الحصر) وسيلة النفاذ و هي سلطان العلم على قول العلماء.
و من أنوار سورة المعارج و أسرار اسم الله ذي المعارج علم مستنبط و بديع هو”علم الخارطة الفضائية” الذي فصّل في أسراره و وضع قواعده العلمية فضيلة العلّامة الدمشقي د.هانيبال يوسف حرب حيث يحدثنا فيه عن علم الحُبك السماوية، وعلم طرق السماء و عددها، و علم مفاتيح طرق السماء الأسمائية، و علم مواقع النجوم، و علم العروج الملائكي، و علم يوم الربوبية و يوم الهوية،و غيرها من العلوم البديعة.
المعراج المحمّدي:
أكمل المعاريج و أكثرها حشدا للعلوم و المعارف الإلهية هو معراج سيدي محمد عليه الصلاة و السلام و على آله و صحبه ليلة الإسراء و المعراج المعروفة، فقد جاء في الحديث الشريف “عُرج بي إلى السماء حتى أسمع صريف الأقلام”.
و رافق الرسول في هذه الرحلة الكونية سيد الملائكة جبريل عليه السلام و دابة البراق و هي من دواب السماء السابعة و كثيرة الأحاديث في وصفها، و من أنوار و أسرار هذه الرحلة الشريفة:
علم المعراج المحمّدي.
-
علم شق الصدر.
-
علم معاريج السماء و طرقها.
-
علم الرؤية الجبريلية الملائكية.
-
علوم أبواب السموات الطباق.
-
علوم أنبياء السموات السبع.
-
علم تعدد الصور.
-
علوم الرؤية.
-
علوم الإذن الإلهي المعراجي.
-
علوم شجرة سدرة المنتهى.
-
علوم الشجرة الإبراهيمية.
-
علم دواب السماء.
-
علوم أنهار الجنة.
-
فرض الصلوات الخمسين و تخفيفهم إلى خمس.
-
تبيان علامات الساعة.
-
تبيان صنوف العذاب لأهل الذنوب و المعاصي.