والصلاة والسلام على رسول الهدى وإمام المتقين وآله وصحبه أجمعين
منصة حب انفرادية من حضرة القوة الإلهية
انفرادية لإنفراد الحق بهذه المنصة رغم توهم العبد فيها
فاعلم أن الحب على ثلاثة مراتب :
حب طبيعي : وهو حب العوام وغايته الاتحاد في الروح الحيواني فتكون روح كل واحد منهما روحاً لصاحبه بطريق الالتذاذ وإثارة الشهوة
ونهايته من الفعل النكاح
فان شهوة الحب تسري في جميع المزاج سريان الماء في الصوفة بل سريان اللون في المتلون
وحب روحاني نفسي : وغايته التشبه بالمحبوب مع القيام بحق المحبوب ومعرفة قدره
وحب إلهي : وهو حب الله للعبد وحب العبد ربه كما قال ” يحبهم ويحبونه ”
ونهايته من الطرفين أن يشاهد العبد كونه مظهَراً للحق فيتصف بما يتصف به الحق من السلام والقدوسية والرحمة والكرم ……..الخ .
وان يكون الحق مظهِراً للعبد فيتصف بما يتصف به العبد من الحدود والمقادير والأعراض ويشاهد هذا العبد وحينئذ يكون محبوباً للحق .
من أي اسم الحب الإلهي ؟
من أي اسم الحب الإلهي : ينطوي تحت الحب الإلهي باسمه الحبيب عدة أسماء وعلى رأسها اسمه الجميل والنور.
وإليكم شيء من التفصيل
النور هو الحق والمخلوقات في ظلام فلا ترى حتى نفسها
فيتقدم النور إلى عين المخلوقات فينفر عنها ظلمة نظرها إلى نفسها
فيحدث لها بصراً هو بصر الله تعالى من اسمه البصير وتكون بصيرة به
إذ لا يَرى المخلوق إلا به
فيتجلى لتلك العين ( عين المخلوق ) بالاسم الجميل فتـتعشق به
فيصير المخلوق مظهَـراً له
فيبطن المخلوق لظهور أوصاف الحق ويفنى عن نفسه لسطوة جمال ربه
ويجد المخلوق انه يحب نفسه
فان كل شيء مجبول على حب نفسه
وما ثم ظاهر ألا هو ( ألا كل ماخلا الله باطلا ) فما أحب الله ألا الله .
والعبد لا يتصف بالحب إذ لا حكم له فيه
ولكنه عندما هام بالجمال الرباني
وذاق النور الجميل ببصر البصير
ظن انه هو الذي يحب ويبصر ولكن في الحقيقة ليس المخلوق
فالمخلوق لا حول ولا قوة له إنما قوة الحب تلك لله من الله .
لا حول ولا قوة إلا بالله …
لا قوة ولا حب إلا بالحبيب ..
لا حول ولا قوة و لا حب إلا بالحبيب الله
لا حب ولا قوة إلا بالله …
ما علامة الحب الإلهي ؟
علامة الحب الإلهي : حب جميع الكائنات في كل حضرة
معنوية أو حسية أو خيالية أو متخيلة
ولكل مخلوق عين من اسمه البصير يظهر بها كل شيء من اسمه النور.. تنظر بها إلى اسمه الجميل.. فيكسوها ذلك النور الجميل .. حلة وجود .. فكل محب ما أحب سوى ما شهد و ما شهد احد إلا الجميل بالبصير من إمداد نوره .