مجلة كلمة الله تعالى

(شيء غريب وعجيب – بقلم : الدكتور حسام حمزة – العدد (67

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد حامل رسالة السلام والرحمة إلى العالمين , منقذ الأكوان من براثن الجهل والتخلف وآله وصحبه وسلم

في الآونة الأخيرة تزايدت وتيرة الاتهامات الموجهة إلى الإسلام و الإسلاميين بحجة الدفاع عن الإنسان و حرية اختياره علما أن العقيدة الإسلامية و تشريعاتها هي الكافل و الضامن الأقوى و الأكبر لإنسانية الإنسان كائن من كان و حريته و أمنه و أمانه , ومما قيل اتهامات وجهت للإسلاميين لاستعمالهم شعارات إسلامية ؟ ؟ ؟ ؟ ؟

الذي لا أستطيع فهمه رغم أني أنفقت أوقات طويلة أحاول أن افهم فيها المنطق أو القانون العقلي المعتمد و الذي على أساسه تم توجيه هكذا اتهام أو حتى كيفية اعتباره اتهام أصلا فهل من المعقول أن أتهم الشيوعيين بأنهم يستخدمون شعارات ماركسية أو أتهم القوميين بأنهم يستخدمون شعارات قومية لم أفهم حتى الآن لماذا يريد العالم من الإسلاميين أن يستخدموا شعارات مجوسية مثلا أو شعارات هيجلية أو سارترية وجودية.

و الأدهى من ذلك أن من يقولون أنهم إسلاميين يدافعون عن أنفسهم أمام هكذا اتهامات بأنهم بريئون من ذلك …… !!!!!!!!! أنا لم افهم مما هم بريئون هل هم براء من الإسلام و شعاراته و إن كانوا كذلك أقول لهم الإسلام براء منكم و من أمثالكم.

عندما يقدّم الماركسي نفسه للمجتمع يقدم عقيدته الماركسية و آماله و أحلامه ببناء مجتمع الوفرة كحل لمشاكل المجتمع الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و العلمية و النمائية ….الخ

وكذلك يفعل السوري القومي الاجتماعي عندما يقدم عقيدته المتمثلة برؤى و نظريات الزعيم أنطوان سعادة كحل لمشاكل المجتمع الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و العلمية و النمائية….الخ

و كذلك يفعل أي إنسان ذو عقيدة ما فما الغريب بان يستعمل الإسلاميون شعارات إسلامية ليقدموا العقيدة الإسلامية و ما ينتج عنها من تشريعات كحل لمشاكل المجتمع الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و العلمية و النمائية…
و عندما يقوم جورج بوش الابن بالتصريح بضرورة العودة إلى مجتمع ذو عقيدة مسيحية صحيحة ( و يعبر عن ذلك بقوله أن المجتمع الامريكي لن يعود كمجتمع مسيحي صحيح حتى يتم الفصل بين البنات و الصبيان في المدارس ) رغم أنه لا ينتمي إلى حزب ديني إلا أن الأمريكيون لم يسلخوا جلده و جلد المسيحيين و الديانة المسيحية.. و لا ننس بأنه قال حين أدخل أمريكا في الحرب على العراق أنه رأى الرب في المنام و طلب منه الدخول إلى العراق والله شيء غريب و عجيب.

و استطرد فأطالب و بشدة كل من يقول أنه إسلامي أن يحكم عقله الشرع و ليس بالعكس

و أذكره بان هذا الشرع قد سنّت قوانينه الذات الإلهية و مأخوذ من القران الكريم و لا أعتقد (أي أني لا أؤمن أبدا) أن هناك عقل بشري قد وصل الى كمال يضاهي كمال الله أو حتى يقترب منه .

فلا تدع يا أخي المسلم عقل أحدهم و تحليلاته و شهواته تقرر لك عقيدتك دون إسنادات شرعية و منطقية واضحة ( وأقصد هنا حتما الشرعية و المنطقية معا و بحسب قوانين المنطق العقلي الصحيحة و ليس المنطقة أو محاولة التمنطق ).

و أطالب و بلهجة شديدة من كل من يدعي أنه مسلم و يعمل عقله حسب ما تريه شهواته و يطالب بإسلام خاص و مفصل على قياسه أن يعلن عدم انتمائه للإسلام و يعلن اعتناقه ديانة جديدة فليضع هو لها المسمى الذي يرضيه دون ذكر كلمة إسلام فيها فأحدكم لا يفقه الباء و لا النون ويريد أن يكون كالمحدث ابن ميمون!

اصنعوا دياناتكم الخاصة و اعتزلونا فهناك آخرة و كل سيحاسب على ما فعل و يجد ما عمل حاضرا.

و كفاكم إشراكا و كفرا بحجة أنكم تعقلنون الدين و الشرع فهما ليسا بحاجة لعقلنة حيث أنهما دستور العقل الأساسي و الصحيح و كل ما خالف الشرع الإلهي فهو الخاطئ و الضال و هو من يحتاج إلى تصويب.

و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى