والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إن المال خضر حلو ونعم صاحب المسلم .. وإن الذي يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع .. وإن المال هو لمن أعطي منه .. المسكين واليتيم وأبن السبيل .. أرامل وأيتام .. وصلة أرحام .. ألا تحب أن تسمع كلام الله عز وجل من قائل :
قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هذه الآية : بعد بسم الله الرحمن الرحيم : { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } الزلزلة4
فسأل عليه الصلاة والسلام والآل الصحابة الكرام : أتدرون ما أخبارها .. ؟
فقالوا : الله تعالى ورسوله أعلم .
فقال عليه الصلاة والسلام والآل : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد بما عمل على ظهرها ,وقال أيضاً : ليس من يوم يأتي على أبن آدم إلا يناد فيه : يا أبن آدم : ” أنا خلق جديد “, وأنا فيما تعمل عليك شهيد .. اعمل خيراً أشهد لك به غداً .. ولو مضيت لم ترني أبداً .
ويقول الليل مثل ذلك .. وتشهد جوارحه ..
قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : { وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } ق19
قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : { وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ } ق21
سائق يسوقها إلى أمر الله تعالى .. وشاهد ليشهد بما عملت .. يدعى كلٌ على إنفراد .. والشاهد عليه صحيفة عمله والملكان ينسخان ما فعل ..
وتشهد جوارحه عليه وتقول : ليس عن اختيارنا … أنطقنا الله تعالى الذي أنطق كل شيء .
وما من صاحب مال .. ذهب أو فضة لا يؤدي حقها إلا يوم القيامة صفحة من صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجنبيه .
وإذا كان يوم القيامة يرفع لكل غادر وغال لواء .. فيقال هذه غدرة فلان .. ومن يغلل يأتي بما غل به يوم القيامة .. فمانع الزكاة .. يحمل على كاهله أثقالاً تعدل الجبل العظيم أضعاف ما منع .
قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } آل عمران180
قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } آل عمران161
وإذا كان يوم القيامة : يخرج النداء : أين المتحابون في الله تعالى .. فيؤتى بهم إلى الله تعالى فيرحب بهم ويقول ما شاء الله أن أقول .. ثم يأمر بهم إلى ذات اليمين .. وصفة المتحابين في الله تعالى .. صبر وعلم وحلم .. لا يسخط ولا يسيء .
ثم يخرج النداء أين الباكون .. ؟
فيؤتى بهم إلى الله تعالى .. فتوزن دعواهم .. ودم شهداء .. ومداد العلماء .. فيرجع الدمع .. فيؤمر بهم إلى الذات اليمين .. ويعقد لهم راية ملونة لأنهم بكوا على أنواع مختلفة .. هذا بكى خوفاً وخشية من الله تعالى .. وهذا بكى طمعاً في رحمة الله تعالى .
ربي عبدتك حباً فيك .. حباً يارب .. رب خلقتني وأغدقت علي من نعمك ظاهرة وباطنة .. وكيف لي أن أعدها أو أن أحصيها .. كفى أنك خلقتني لا تفكر فيك .. بعظمتك وقدرتك وجمالك وجلالك وكمالك بعزتك وقدسيتك وملكوتك وجبروتك .. كرمك وعطائك .. اللهم زدني تحيراً فيك .. رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعلي لي من لدنك سلطاناً نصيرا .
