اللهم صلي على حبيبي و جدّي محمد سيد الإعجاز و أكمل البشر و آله و صحبه و سلم تسليما مطلقا
ما من أحد إلا و قرأ و سمع عن معجزات الأنبياء عليهم السلام،و العقيدة الإسلامية حددت قيودا لما نسميه شرعا (معجزة) نذكر لكم هذه القيود في وارد الوقت هذا،على أن لا ننسى القاعدة الشرعية التي تقول : ( ما كان معجزة لنبيّ جاز أن يكون كرامة لوليّ ) فالاختلاف بين المعجزة و الكرامة هو باعتبار الرتبة بين النبوة و الولاية و ليس باعتبار إمكانية الإتيان بها
(و يستثنى من المعجزات القرآن الكريم) .
المعجزة – لغة : مأخوذة من العجز و هو ضد القدرة.
و- عُرفا : أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي الذي هو دعوى الرسالة أو النبوة مع عدم المعارضة.
و قد اعتبر المحققون فيها سبعة قيود :
الأول- أن تكون المعجزة قولا أو فعلا أو تركا،و مثال القول : (معجزة القرآن الكريم)،و مثال الفعل:(معجزة نبع الماء من بين أصابع الرسول صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم ،و مثال الترك : (معجزة عدم إحراق النار لسيدنا إبراهيم عليه السلام).
الثاني- أن تكون المعجزة خارقة للعادة ،و هي ما اعتاده الناس و استمروا عليه مرة بعد أخرى،و خرج بذلك غير الخارق…كأن يقول آية صدقي طلوع الشمس من مطلعها فهذا من غير الخارق.
الثالث- أن تكون المعجزة على يد مدّعي النبوة أو الرسالة،و خرج بذلك عنها:
الكرامة (و هي ما يظهر على يد عبد عالم ظاهر الصلاح ) .
الإعانة ( و هي ما يظهر على يد عبد مسلم مؤمن ولكن ليس بشرط أن يكون عالما وهو معروف بالصلاح ، و كذا ما يظهر على يد العَوَام من المسلمين الأتقياء الورعين تخليصا لهم من شدة ما ).
الاستدراج (و هو ما يظهر على يد فاسق خديعة و مكرا به ).
الإهانة (و هو ما يظهر على يد جاهل أو عالم من غير علماء الإسلام وذلك تكذيبا له ) كما وقع على يد مسيلمة الكذاب فإنه تفل في عين أعور لتبرأ فعميت العين الصحيحة.
الرابع- أن تكون المعجزة مقرونة بدعوى النبوة أو الرسالة حقيقة أو حكما ،بأن تأخرت بزمن يسير،و خرج بذلك الإرهاص (و هو ما كان قبل النبوة و الرسالة تأسيسا لها) كإظلال الغمام له صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم قبل البعثة.
الخامس- أن تكون المعجزة موافقة للدعوى…كأن يقول آية صدقي انفلاق البحر فإذا بالجبل انفلق فهذا مخالف لدعواه.
السادس- أن لا تكون المعجزة مكذبة له…كأن يقول آية صدقي نطق هذا الجماد فنطق الجماد بأنه مفتر كذّاب،و هنا نتنبه إلى أنه يعتبر تكذيب الجماد له و لا يعتبر تكذيب الإنسان له ،لأن الأول لا اختيار له و الثاني له الاختيار.
السابع- أن تتعذر معارضته،و خرج بذلك السحر و الشعبذة و هي خفة في اليد يرى أن لها حقيقة و لا حقيقة لها.