والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأحرار ومحرر الأسياد وخير عبد ربّ العباد وعلى آله وصحبه أجمعين
في المستقبل البعيد جدا جدا جدا سيظهر فن جديد اسمه السيارية ،والفنان الذي يمارس هذا الفن اسمه سياري , طبعا هذا الفن ليس بالرسم ولا علاقة له أبداً به ولا يشترط للسياري أن يكون لديه أدنى مهارة في الرسم , وليس حتى بالموسيقى ولا يمت لها بأي نغمة أو لحن ،وليس على السياري أن يدرك الفرق بين المي ري أو الدو سي ( نغمات موسيقية ) , وليست السيارية بأي مرحلة من مراحلها بالتمثيل , ولا يشترط للسياري أن يكون لديه أي موهبة في التمثيل أو أي تنسيق عصبي عضلي وحسي حركي حتى يمارس هذا الفن النادر المستقبلي …. وإنما كل ما يلزم للسياري حتى يمارس السيارية بشكل عالمي وممتاز هو العدة والحيورية وحصن الحماية !!!
أما الحيورية فهي مصطلح جديد تم إطلاقه في المستقبل على فنتازيا الحرية , فالسياري هو الفنان الذي سئم من الحرية المتداولة بين الناس وبات يتطلع إلى حرية من نوع آخر , إلى حرية جديدة تكون بالنسبة للحرية القديمة كما كانت هذه الحرية القديمة بالنسبة لحالات اللاحرية في زماننا هذا , وهو شعور نادر جداً بل أن تكون حيوريا هي في حد ذاتها هبة من الله تعالى للإنسان في المستقبل البعيد , والفن الذي يعبر عن هذه الحيورية هو السيارية .
أما العدة التي يحتاجها السياري ليمارس فنه فهي النفسفانية والروحطلاقية والقلبخلائية , أما النفسفانية فهي ضرورية لتحضير الروحطلاقية , طبعا هناك معايير ومقادير لا يجب تجاوزها يدركها السياري , ومتى تم تحضير الروحطلاقية صار بالامكان استخدام القلبخلائية لكي يعيش الفنان في هذه الحالة الحيورية في ذاته الداخلية .
أما حصن الحماية فهو شيء ضروري لا لأداء الفن وإنما لاستمرارية الفنان , لأن هناك في المستقبل البعيد سيكون أناس أحرار ولكنهم لن يستطيعوا أن يستوعبوا الحيورية , ولغبائهم وشدة تخلفهم ورجعيتهم يحسبون أن النتاج الفني للسيارية إنما هو بالأدوات التي يستخدمها الفنان , فيحاولون قطع إمدادات النفسفانية من الأسواق ويفرضون القوانين المقيدة للروحطلاقية , ويحاولون أن يشوهوا مصادر القلبخلائية لكي يبقى السياري بلا سيارية , ولكنهم لم يفهموا ولن يفهموا , ولكنهم لم يعرفوا ولن يعرفوا , ولكنهم لم يدركوا ولن يدركوا أن السياري هو الذي يعيش حيوريته لا باختياره , وأن السيارية هي التعبير عن هذه الحيورية , ومن البدهي أن من يعيش شيئا من الحرية لا يرضى بالتقيد فكيف إذا عاش الحيورية ؟
وإلى ذلك المستقبل البعيد , أتمنى لكم لحظات جميلة مع حرية هذا الزمن.